للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في جيبه ثم خرج متسللا لم يشعر أحد بدخوله ولا بخروجه، وما هي إلا لحظة حتى عاد المسيو "كابريني" وفي يده الكتاب الذي أرسلته إليه زوجته, فمزقه بعض مِزق وألقى به في سلته، ثم ألقى نظره على المكتب فلم ير الورقة المالية حيث تركها, فذُعر ذعرا شديدا وأخذ يفتش عنها في كل مكان فلم يجدها؛ فاشتد حزنه وهمه وأخذ يسأل العمال والخدم عمن دخل غرفته في غيابه فلم يعترف له بذلك أحد ولم يشهد به أحد على أحد، فظل يصرخ صرخات عظيمة تقيم المصرف وتقعده فسمع المدير الضوضاء فحضر ليرى ماذا حدث, فأفضى إليه الرجل بالقصة كما هي لم يكتمه منها شيئا إلا أنه لم يشأ أن يخبره بموضوع الرسالة التي جاءت فيها ابنته ضنا بأسراره البيتية أن يعلمها أحد غيره، فارتاب به الرجل بينه وبين نفسه ولم يكن يعتد عليه بسيئة قبل اليوم ولا يعرف له ماضيا مريبا, ولكنه كان يعلم أنه فقير مقلّ, فظن به الظنون، وقديما كان الفقر ينبوع التهم ومثار الشكوك والريب، ثم تركه في غرفته وخرج إلى العمال والخدم يحادثهم في هذا الشأن علَّه يصل إلى معرفة الحقيقة, فأخبره البواب أن الفتاة التي حضرت إليه كانت تحمل في يدها كتابا, وأنه أخذها جانبا وأسر إليها حديثا لم يسمع منه شيئا، فازداد شكه وارتيابه وعاد إليه فوجده واقفا في مكانه

<<  <  ج: ص:  >  >>