للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للمساهمين في مصرفه ورحمة الله على أموالهم جميعا، وكان يتكلم بصوت عالٍ يسمعه الناس جميعهم، وليس بين الأحاديث حديث أسير ولا أذيع من حدوث السوء، فمشت كلماته في المجتمعات العامة والخاصة فاضطرب لها المساهمون وأصحاب الودائع اضطرابا عظيما, ووصل الخبر إلى أعضاء مجلس إدارة المصرف فهالهم الأمر, وأشفقوا على سمعة مصرفهم أن تنال منها هذه الأراجيف فيسقط سقطة لا قيام له من بعدها, فقرروا الاجتماع في يوم معين لمراجعة حسابه وتفقد أمواله، فلما علم ذلك المسيو "لورين" أخذ يزوّر في السندات, ويعبث بدفاتر الحساب طلبا للخلاص من التبعة فلم يجده ذلك شيئا، فقد فهم مجلس الإدارة كل شيء فلم ير بدا من أن يرفع الأمر إلى القضاء ففعل والمسيو "لورين" مستغرق في شهواته ولذاته جاثٍ ليله ونهاره تحت قدمي خليلته لا يشعر بشيء مما يجري حوله, لولا أن أحد أصدقائه من المحامين وقف على الخبر فزاره في منزله ليخبره به فلم يجده, فذهب إلى منزل "لوسي" فوجده فأخبره أن الأمر قد صدر بالقبض عليه, وأنه إن لم يبادر بالسفر في الحال فقد هلك إلى الأبد، فأشار إلى "لوسي" أن تعد له حقيبة ملابسه وأن تهيئ نفسها للسفر معه وهو أعظم الناس ثقة بها وبحبها وإخلاصها، فتظاهرت بالإذعان لأمره والرثاء

<<  <  ج: ص:  >  >>