أصحيح أنكم أصبحتم لا تقنعون في أمر أولئك الفتيات البائسات اللواتي يقعن في مخالبكم بإفساد أخلاقهن حتى تسجلوا عليهن ذلك الفساد تسجيلا موقعا عليه بتوقيعاتهن, مستشهدا عليه بصورهن وخطوطهن لتملكوا عليهن أمرهن بعد ذلك, وتحولوا بينهن وبين التفلت من أيديكم والحياة بعيدا عنكم في جو غير جوكم, وجوار غير جواركم, عذارى أو متزوجات؟
أصحيح أنكم لا تكتفون بإفساد نفوسهن وضمائرهن حتى تفسدوا عليهن عقولهن وصحتهن, فتشركوهن معكم في شرب الخمر وتناول المخدرات سائلها وجامدها, فلا تلبث أن تنتهي حياتهن بما تنتهي به حياة جميع النساء الساقطات اللواتي يلفظن أنفاسهن الأخيرة في أقبية الحانات, أو بين جدران المواخير؟
أصحيح أنكم فقدتم في تلك السبيل التي تسلكونها خلق الرجولة والشهامة, فأصبحتم تتجملون للنساء بأخلاق النساء وتزدلفون إليهن بمثل صفاتهن وشمائلهن, وأصبح الرجل منكم لا هم له في حياته إلا أن يتجمل في ملبسه ويتكسر في مشيته ويرقق من صوته ويلون ابتساماته ونظراته بألوان التضعضع والفتور, ويقضي الساعات الطوال أمام مرآته متعهدا شعره