والصراحة والشرف والإباء, وأنتم تفسدون أخلاقهم وتمزقون أديم آدابها, وتطلبون من القاضي أن يحكم بغير ما يعتقد, ومن الشاهد أن يشهد بغير ما يعلم, ومن الفقيه أن يفتي بما يخالف أحكام دينه وقواعده, ومن الموظف أن يعتمد في رقيه وتقدمه على المداهنة والمداجاة لا على الكفاءة والعمل, ومن التلميذ أن يطرق إلى نجاحه في الامتحان باب "التأييد" والتوقيع لا باب الجد والاجتهاد، ومن الفلاح أن يبيع ذمته وضميره برتبة أو لقب أو قضاء مصلحة مالية, ومن الكاتب أن يحول قلمه الذي وضعته الأمة في يده ليدافع به عنها ويذود عن مصلحتها إلى سهم رائش مسموم يصيب به صميم قلبها، ومن الأمة كلها أن تتجرد من شخصيتها وهويتها وتتحول إلى قطيع من الأغنام يسير به كل راعٍ في الطريق التي يريدها.
سعد باشا يقول فيصدق وما عرفنا له كذبة قط مذ عرفناه واتصلنا به حتى اليوم، وأنتم تطلعون علينا كل يوم بأكذوبة جديدة لا ينتهي العجب منها حتى تتبعها أختها, حتى سقطتم من أعيننا سقطة لم تسقطها طائفة من قبلكم، وحتى قال عنكم بعض أصحاب الرأي من الشيوخ المحنكين: إنكم قد أفسدتم