للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنكم من أبنائها وسلائلها وأنكم العقبة الكئود التي لا تزال تعثر بها كلما حاولت المضي في طريقها والسعي إلى الغاية التي هيأتها الأقدار لها، ولولاكم ولولا أنكم اليد التي يضربها العدو بها والقنطرة التي يجتازها إليها لما استطاع أن يلمس شعرة من رأسها, ولا أن يخطو خطوة في أرضها, فمتى نفرغ منكم! ومتى يحكم الله بيننا وبينكم!

لا عذر لكم بعد اليوم، فقد قلتم كل شيء وفعلتم كل شيء، واستنفدتم جميع ما وهبكم الله من القوى العقلية والمادية ستة شهور كاملة في سبيل إسقاط سعد باشا فلم تسقطوه, وفي حمل الأمة على التهاون في حقها فلم تستطيعوا، فماذا تنتظرون؟

أمصممون أنتم على الاستمرار في خطتكم هذه إلى النهاية؟ أعازمون على أن تعتبروا الأمة كمية مهملة لا حساب لها، وأن تؤلفوا من هذه الفئة البسيطة المسكينة جمعية وطنية تزعمون أنها الأمة بأجمعها لتصدق لكم على المشروع الإنجليزي المنتظر؟

إن كان هذا هو ما تريدون وما أحسبكم تريدون غير هذا, فاعلموا أن للأمة شأنها المستقل عن شأنكم وشأن مشروعكم وجمعيتكم، وأن ما تعملونه لا ينفعكم ولا ينفع أصدقاءكم، ولا يغني عنكم ولا عنهم شيئا.

<<  <  ج: ص:  >  >>