للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا أنتم رؤساء عصابات، وإذا الحزب الذي كونتموه فئة من اللصوص المجرمين حملة الهراوات والنبابيت، وسكان الأحراش والغابات، يستطيع كل إنسان يأمن جانب الحكومة ويملأ يده منها وإن كان أجبن الجبناء، وأضعف الضعفاء، أن يستعين بمثلهم على مثل ما استعنتم بهم عليه؟

أهذا هو الحزب السياسي العظيم الذي هيأتموه للفصل في القضية المصرية، ورشحتموه لعضوية الجمعية الوطنية التي تتولى البتّ في حاضر مصر ومستقبلها؟

أهذا هو الحزب المفكر العامل الذي يمشي إلى أغراضه السياسية بخطوات هادئة رزينة يعجز عن مثلها الجمهور الأهوج المستطار, الذي تنعون عليه كل يوم طيشه وخفته وجهله ورعونته؟

أما إني لو كنت مكان رئيس الوزارة الذي تزعمون أنكم حماته ودعاته، وأنصار سياسته، وعماد وزارته، لأحسنت تأديبكم على غشكم إياي وخديعتكم لي، حينما زعمتم أنكم رؤساء مطاعون في عشائركم وقبائلكم، وأن في استطاعتكم تكوين حزب سياسي قوي يغمر بقوته وعظمته ونبله وشرفه حزب "الرعاع" الذي كونه سعد باشا, فإذا أنتم لا شيء، وإذا الحزب

<<  <  ج: ص:  >  >>