للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إلى أعدائنا]

٢- ماذا جنى الرجل عليكم فتنفوه إلى أقصى بقعة من بقاع الأرض, وما هو بثائر ولا محارب ولا عرف له الناس موقفا يدعو فيه بدعوة الجاهلية الأولى, أو ينطق فيه بكلمة الدم التي ينطق بها الثائرون في كل شعب وأمة ليستثيروا بها حفائظ النفوس, ويدفعوا بها الرجال إلى مواطن الموت؟!

أين هو الجيش الذي قاده لمحاربتكم، وأين هي الجموع التي سلحها وزحف بها عليكم، وأين هي الثورة التي أشعل نارها، أو الفتنة التي أحيا مواتها، فتعاقبوه هذا العقاب الشديد الذي اعتدتم أن تعاقبوا به زعماء الثورات وقواد المؤامرات؟! لا بل إنكم ما عاقبتم زعماء أعدائكم الذين رووا الأرض بدمائكم، وغطوا وجهها بأشلائكم، ونالوا منكم أشد ما ينال محارب من محاربه بمثل هذا العقاب المؤلم الشديد، وقد كنتم تزعمون ويزعم كثير من الناس لكم أنكم أمة العدل والقانون، وأن الشمس لا تطلع في مدار

<<  <  ج: ص:  >  >>