للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومتى كانت الألسنة والأقلام جيوشا وجحافل تنازلها الجيوش والجحافل؟!

لم لم تحاجوه وتقنعوه بحقكم الذي تزعمونه لأنفسكم بدلا من أن تقولوا له: "إما السكوت وإما النفي"؟!

ما أغرب شأنكم أيها القوم وما أعجب تصوراتكم! أفيما بين يوم وليلة تنقلبون معنا من أصدقاء أوفياء تجالسوننا على منضدة واحدة لتفاوضونا على قاعدة الحرية والمساواة والود والإخاء إلى أعداء حاقدين واجدين تسفكون دماءنا وتمزقون أشلاءنا, وتشردون زعماءنا تحت كل نجم وكوكب وموقفنا موقفنا لم يتغير ولم يتبدل سوى أننا وقفنا لحظة أمام المشروع الذي قدمتموه إلينا ننعم النظر فيه, هل هو استقلال حقيقي كما تقولون أم شيء غير ذلك تسمونه استقلالا؟

نقسم لكم بالله لقد جعلتمونا نرتاب فيكم، وفي كل ما تطلع عليه شمسكم، وتفيء عليه ظلالكم، وفي الريح التي تهب من أرضكم، والماء الذي ينحدر من بحركم، بل وفي العلم الذي تشتمل عليه كتبكم، والمحور الذي تدور عليه مدنيتكم، ولقد مرت بنا أيام كنا لا نتمنى على الله فيها شيئا سوى أن نصل في المدنية إلى الذروة التي وصلتم إليها، فقد أصبحنا ولا أبغض إلينا من التشبه بكم،

<<  <  ج: ص:  >  >>