للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : "يَا أَبَا ذَرٍّ، كَيْفَ أَنْتَ وَمَوْتٌ يُصِيبُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونَ الْبَيْتُ [بِالْوَصِيفِ] (١)؟ ". يَعْنِي: الْقَبْرَ. قُلْتُ: مَا خَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ، ثُمَّ قَالَ: "كَيْفَ أَنْتَ وَجُوعٌ يُصِيبُ النَّاسَ حَتَّى تَأْتِيَ مَسْجِدَكَ، فَلَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى فِرَاشِكَ، وَلَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُومَ مِنْ فِرَاشِكَ إِلَى مَسْجِدِكَ؟ ". قُلْتُ: مَا خَارَ لِيَ اللهُ وَرَسُولُهُ (٢). ثُمَّ قَالَ: "عَلَيْكَ بِالْعِفَّةِ". ثُمَّ قَالَ: "كَيْفَ أَنْتَ وَقَتْلٌ يُصِيبُ النَّاسَ حَتَّى تُغْرَقَ حِجَارَةُ الزَّيْتِ بِالدَّمِ؟ ". قَالَ: قُلْتُ: مَا خَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ، أَوِ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "الْزَمْ مَنْزِلَكَ". قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا آخُذُ سَيْفِي فَأَضْرِبُ بِهِ مَنْ فَعَلَ ذَاكَ؟ قَالَ: "فَقَدْ شَارَكْتَ الْقَوْمَ إِذًا". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنْ دَخَلَ بَيْتِي؟ قَالَ: "إِنْ خَشِيتَ أَنْ يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ فَقُلْ هَكَذَا، فَأَلْقِ طَرَفَ ثَوْبِكَ عَلَى وَجْهِكَ فَيَبُوءَ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ، وَيَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ" (٣).

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ؛ لِأَنَّ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ رَوَاهُ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنِ المُشَعَّثِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ


(١) في النسخ الخطية كلها: "بالوكيف"!، والمثبت من التلخيص؛ وفي مصنف عبد الرزاق (١١/ ٣٥١): "يبلغ البيت العبد يعني أنه يباع القبر بالعبد"، وعند أحمد (٣٥/ ٢٥٢، ٣٥٠) عن مرحوم وعبد العزيز بن عبد الصمد عن أبي عمران به: "يكون البيت بالعبد" ولم أجده في المسند عن عبد الرزاق، وقال ابن الأثير في النهاية (١/ ١٧٠): "وفي حديث أبي ذر: كيف تصنع إذا مات الناس حتى يكون البيت بالوصيف. أراد بالبيت هاهنا القبر، والوصيف: الغلام، أراد أن مواضع القبور تضيق فيبتاعون كل قبر بوصيف".
(٢) في (و): "ما خاره الله لي ورسوله".
(٣) إتحاف المهرة (١٤/ ١٥٦ - ١٧٥٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>