للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي اللهِ، بِمَا تَرْجُو مِنْ حُسْنِ ثَوَابِهِ، وَيَسَّرَ بِهِ حُسْنَ لِقَائِهِ، وَإِنِّي أُعَاهِدُكُمَا الْيَوْمَ عَهْدًا لَا أَخِيسُ بِهِ، أَمَّا أَنْتَ يَا إِبْرَاهِيمُ، فَقَدْ وَجَبَتْ لَكَ الْخُلَّةُ عَلَى نَفْسِي، فَأَنْتَ خَلِيلِي مِنْ بَيْنِ أَهْلِ الْأَرْضِ دُونَ رِجَالِ الْعَالَمِينَ، وَهِيَ فَضِيلَةٌ لَمْ يَنَلْهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ، وَلَا أَحَدٌ بَعْدَكَ (١). فَخَرَّ إِبْرَاهِيمُ سَاجِدًا تَعْظِيمًا لِمَا سَمِعَ مِنْ قَوْلِ اللهِ، مُتَشَكِّرًا (٢) للهِ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِسْحَاقُ، فَتَمَنَّ عَلَيَّ بِمَا شِئْتَ وَسَلْنِي وَاحْتَكِمْ أُوتِكَ سُؤَالَكَ. قَالَ: أَسْأَلُكَ يَا إِلَهِي أَنْ تَصْطَفِيَنِي لِنَفْسِكَ، وَأَنْ تُشَفِّعَنِي فِي عِبَادِكَ الْمُوَحِّدِينَ، فَلَا يَلْقَاكَ عَبْدٌ لَا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئًا إِلَّا أَجَرْتَهُ مِنَ النَّارِ. قَالَ لَهُ رَبُّهُ: قَدْ أَوْجَبْتُ لَكَ مَا سَأَلْتَ، وَحَتَّمْتُ لَكَ وَلِأَبِيكَ مَا وَعَدْتُكُمَا (٣) عَلَى نَفْسِي وَعْدًا لَا أُخْلِفُهُ، وَعَهْدًا لَا أَخِيسُ بِهِ، وَعَطَاءً هَنِيئًا لَيْسَ بِمَرْدُودٍ" (٤).

٤٠٩٢ - حدثني مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ (٥)، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ (٦)، عَنِ ابْنِ


(١) في (ز) و (و) و (م): "ولا يد أحد بعدك"، وفي (ص): "ولا … أحد بعدك" وقال الناسخ في الحاشية: "أظنه يدركها.
(٢) في (و) و (ص): "مستشكرا".
(٣) قوله: "ولأبيك ما وعدتكما" مكانها بياض في (و) و (ص).
(٤) إتحاف المهرة (١٩/ ٥٩٦ - ٢٥٣٩٨)، وقال الذهبي في التلخيص: "قلت: وعبد المنعم لَا شيء، ووهب إن صح عن وهب فمن أين له هذه الخرافات إلا من كتب تداول نقلها اليهود الذين بدلوا التوراة، فما ظنك بغيرها".
(٥) في (و) و (ص): "الفهدي".
(٦) هو: أربدة، ويقال: أربد، التميمي البصري المفسر. من رجال التهذيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>