وقال العراقي في تخريجه لأحاديث الإحياء (٦/ ٢٥٥٨) تعليقا على هذا الحديث: "قلت: هكذا أخرجه الحاكم، وزعم أن أبا الوليد المخزومي هو هشام بن إسماعيل الصغاني ثقة مأمون، كذا قال، وقال الداودي كما وُجِدَ بخطه: والذي أظن أنه خالد بن إسماعيل وهو كذاب، قلت: أنس بن عياض مدني ثقة روى له الجماعة مات سنة مائتين عن ست وتسعين، والراوي عنه أبو الوليد إن كان كما زعم الحاكم فهو دمشقي يكنى أبا عبد الملك، ووفاته سنة ست عشرة، فقد أدرك من عمره نحو اثنتي عشرة سنة، وكون راويه عبد الله بن عبد الرحمن صغانيًا يقوي أنه هو، وإن كان هو خالد بن إسماعيل فهو مدني، قال ابن عدي: كان يضع الحديث، ولهم رجل آخر مسمى بهذا الاسم، ويروى عن عوف، وهو مجهول، قال الذهبي: ولعله المخزومي". نقول: ظن العراقي أن الذي يعنيه الحاكم هو: هشام بن إسماعيل بن يحيى الحنفي، وقيل الخزاعي، أبو عبد الملك الدمشقي العطار، وهو من رجال التهذيب، وهذا ظن بعيد؛ فهذا يكنى أبو عبد الملك، وليس بصنعاني. وهناك راو يسمى: هاشم بن إبراهيم الصنعاني، ترجم له ابن حبان في الثقات (٩/ ٢٤٣)، وذكر أنه يروي عن: أبي ضمرة أنس بن عياض، ويروي عنه: عبيد بن محمد الكشوري، والكشوري صنعاني أيضًا كابن المرتعد، فلعله هو الذي يعنيه الحاكم، غير أن اسمه يخالف ما ذكره الحاكم، ولم يذكر ابن حبان كنيته، ولا أنه كان مخزوميا، ثم إننا لم نجد لهذا الراوي الذي ذكره ابن حبان ترجمة في مكان آخر، ولا رواية في كتب السنة، ولا ندري إن كان ابن حبان ضبطه أم لا. =