للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ (١) قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أُمَّ أَبَانٍ بِنْتَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، فَأَبَتْهُ، فَقِيلَ لَهَا: وَلِمَ؟ قَالَتْ: إِنْ دَخَلَ دَخَلِ بِبَأْسٍ (٢)، وَإِنْ خَرَجَ خَرَجَ بِيَأْسٍ، قَدْ أَذْهَلَهُ أَمْرُ آخِرَتِهِ عَنْ أَمْرِ دُنْيَاهُ، كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى رَبِّهِ بِعَيْنَيْهِ. ثُمَّ خَطَبَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، فَأَبَتْهُ، فَقِيلَ لَهَا: وَلِمَ؟ قَالَتْ: لَيْسَ (٣) لِزَوْجَتِهِ (٤) مِنْهُ إِلَّا شَارَةٌ فِي قَرَامِلِهَا (٥). ثُمَّ خَطَبَهَا عَلِيٌّ، فَأَبَتْ، قِيلَ لَهَا: وَلِمَ؟ قَالَتْ: لَيْسَ لِزَوْجَتِهِ مِنْهُ إِلَّا (٦) قَضَاءُ حَاجَتِهِ، وَيَقُولُ: كَيْتَ وَكَيْتَ، وَكَانَ وَكَانَ (٧). ثُمَّ خَطَبَهَا طَلْحَةُ، فَقَالَتْ: زَوْجِي حَقًّا. قَالُوا: وَكَيْفَ (٨) ذَاكَ؟ قَالَتْ: إِنِّي عَارِفَةٌ بِخَلَائِقِهِ، إِنْ دَخَلَ دَخَلَ ضَحَّاكًا، وَإِنْ خَرَجَ خَرَجَ بَسَّامًا، إِنْ سَأَلْتُ أَعْطَى، وَإِنْ سَكَتُّ ابْتَدَأَ، وَإِنْ عَمِلْتُ شَكَرَ، وَإِنْ أَذْنَبْتُ غَفَرَ. فَلَمَّا أَنِ ابْتَنَى بِهَا، قَالَ عَلِيٌّ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنْ أَذِنْتَ لِي (٩) أَنْ أُكَلِّمَ أُمَّ أَبَانٍ؟ قَالَ: كَلِّمْهَا. قَالَ: فَأَخَذَ بِسَجْفِ


(١) في النسخ الخطية كلها: "عن موسى بن طلحة عن طلحة بن عبيد الله"، والمثبت من الإتحاف ومن تاريخ دمشق (٧٠/ ١٩٨) من طريق البيهقي عن المصنف به، ورواه ابن عساكر أيضًا في (٢٥/ ٩٦) وفيه سقْط في إسناده.
(٢) في (ك): "إن دخل ببأس".
(٣) قوله: "ليس" ساقط من (ز) و (م).
(٤) في (و): "زوجته".
(٥) قال ابن الأثير (٤/ ٥١): "القرامل ضفائر من شعر أو صوف أو إبريسم تصل به المرأة شعرها".
(٦) في (و): "ليس زوجته إلا".
(٧) قوله: "وكان" ساقط من (و).
(٨) في (ك): "فكيف".
(٩) قوله: "لي" غير موجود في (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>