للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَسُولُ اللهِ ، وَزَوَّجْتُهُ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، فَبَارَكَ اللهُ لِرَسُولِهِ. وَدَفَعَ الدَّنَانِيرَ إِلَى خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، فَقَبَضَهَا، ثُمَّ أَرَادُوا أَنْ يَقُومُوا، فَقَالَ: اجْلِسُوا، فَإِنَّ سُنَّةَ الْأَنْبِيَاءِ إِذَا تَزَوَّجُوا، أَنْ يُؤْكَلَ الطَّعَامُ عَلَى التَّزْوِيجِ، فَدَعَا بِطَعَامٍ، فَأَكَلُوا، ثُمَّ تَفَرَّقُوا، قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيَّ الْمَالُ، أَرْسَلْتُ إِلَى أَبْرَهَةَ الَّتِي بَشَّرَتْنِي، فَقُلْتُ لَهَا: إِنِّي كُنْتُ أَعْطَيْتُكِ مَا أَعْطَيْتُكِ يَوْمَئِذٍ، وَلَا مَالَ بِيَدِي، وَهَذِهِ خَمْسُونَ مِثْقَالًا، فَخُذِيهَا فَاسْتَعِينِي بِهَا، فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ حِقَّةً فِيهَا جَمِيعُ مَا أَعْطَيتُهَا (١)، فَرَدَّتْهُ إِلَيَّ، وَقَالَتْ: عَزَمَ عَلَيَّ الْمَلِكُ أَنْ لَا أَرْزَأَكِ شَيْئًا، وَأَنَا الَّتِي أَقُومُ عَلَى ثِيَابِهِ وَذَهَبِهِ (٢)، وَقَدِ اتَّبَعْتُ دِينَ رَسُولِ اللهِ ، وَأَسْلَمْتُ للهِ، وَقَدْ أَمَرَ الْمَلِكُ نِسَاءَهُ أَنْ يَبْعَثْنَ إِلَيْكِ بِكَلِّ مَا عِنْدَهُنَّ مِنَ الْعِطْرِ. فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ، جَاءَتْنِي بِعُودٍ، وَوَرْسٍ، وَعَنْبَرٍ، وزَبَادٍ كَثِيرٍ، وَقَدِمْتُ بِذَلِكَ كُلِّهِ عَلَى (٣) رَسُولِ اللهِ ، وَكَانَ يَرَاهُ عَلَيَّ وَعِنْدِي، فَلَا يُنْكِرُ، ثُمَّ قَالَتْ أَبْرَهَةُ: فَحَاجَتِي إِلَيْكِ أَنْ تُقْرِئِي رَسُولَ اللهِ مِنِّي السَّلَامَ، وَتُعْلِمِيهِ أَنِّي قَدِ اتَّبَعْتُ دِينَهُ. قَالَتْ: ثُمَّ لَطَفَتْ بِي، وَكَانَتْ هِيَ الَّتِي جَهَّزَتْنِي، وَكَانَتْ كُلَّمَا دَخَلَتْ عَلَيَّ، تَقُولُ: لَا تَنْسْي حَاجَتِي إِلَيْكِ. قَالَتْ: فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ ، أَخْبَرْتُهُ كَيْفَ كَانَتِ الْخِطْبَةُ، وَمَا فَعَلَتْ بِي أَبْرَهَةُ؟ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ ، وَأَقْرَأْتُهُ مِنْهَا السَّلَامَ، فَقَالَ: "وَعَلَيْهَا السَّلامُ (٤) وَرَحْمَةُ اللهِ" (٥).


(١) في (و): "فيها كل ما أعطيتوها"!.
(٢) كذا في جميع النسخ!، وفي الطبقات: "ودهنه".
(٣) في (و): "إلى".
(٤) قوله: "فقال: وَعَلَيْهَا السَّلام" ساقط من (و).
(٥) لم نجده في الإتحاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>