للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما كان من آية مدح فهى فى آل البيت وأشياعهم، وما كان من آية ذم أو وعيد أو تهديد فهى فى مخالفيهم، ثم يقوِّى رأيه هذا ويستدل له بما يرويه عن علماء أهل البيت من روايات واردة فى هذا المعنى، فمن ذلك ما نقله عن الكافى وتفسير العياشى بالإسناد إلى أبى جعفر عليه السلام قال: "نزل القرآن على أربعة أرباع: ربع فينا، وربع فى أعدائنا، وربع سنن وأمثال، وربع فرائض وأحكام"، وزاد العياشى: "ولنا كرائم القرآن".. ثم مضى بعد ذكره لهذه الرواية وأمثالها فقال: "وقد وردت أخبار جَمَّة عن أهل البيت عليهم السلام، فى تأويل كثير من آيات القرآن بهم وبأوليائهم وبأعدائهم، حتى إن جماعة من أصحابنا صنَّفوا كتباً فى تأويل القرآن على هذا النحو، جمعوا فيها ما ورد عنهم عليهم السلام فى تأويل آية آية، إما بهم أو بشيعتهم، أو بعدوهم، على ترتيب القرآن. وقد رأيت منها كتاباً يقرب من عشرين ألف بيت.. ثم قال: وذلك مثل لما رواه الكافى عن أبى جعفر عليه السلام فى قوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الروح الأمين * على قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المنذرين *بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} [الشعراء: ١٩٣-١٩٥] .. قال: هى الولاية لأمير المؤمنين عليه السلام. وفى تفسير العياشى عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: يا أبا محمد؛ إذا سمعتَ الله ذكر قوماً من هذه الأمة بخير فنحن هم، وإذا سمعت الله ذكر قوماً بسوء ممن مضى فهم عدونا. وفيه عن عمير بن حنظلة عن أبى عبد الله عليه السلام: سأله عن قوله تعالى: {قُلْ كفى بالله شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الكتاب} [الرعد: ٤٣] .. قال: فلما رآنى أتتبع هذا وأشباهه من الكتاب قال: حسبك.. كل شئ فى الكتاب من فاتحته إلى خاتمته مثل هذا فهو فى الأئمة عُنوا به".

* *

* رأى المصنف فى تحريف القرآن وتبديله:

يدين ملا محسن بأنَّ علياً رضى الله عنه هو أول مَن جمع القرآن، وأن القرآن الذى جمعه هو القرآن الكامل الذى لم يتطرق إليه تحريف ولا تبديل، ويروى لنا أحاديث عن آل البيت كمستند له فى رأيه هذا، فمن ذلك: ما نقله عن القُمَّى فى تفسيره بإسناده عن أبى عبد الله عليه السلام أنه قال: "إن النبى صلى الله عليه وسلم وآله وسلم قال لعلىّ عليه السلام: "يا علىّ؛ إن القرآن خلف فراشى فى الصحف والحرير والقراطيس، فخذوه واجمعوه ولا تضيعوه كما ضيعت اليهود التوراة فانطلق عليه السلام فجمعه فى صوب أصفر ثم ختم عليه فى بيته وقال: لا أرتدى حتى جمعه. قال: كان الرجل ليأتيه فيخرج إليه بغير رداء حتى جمعه".

ومنها ما رواه القُمِّى بإسناده عن سالم بن سلمة قال: قرأ رجل على أبى عبد الله -

<<  <  ج: ص:  >  >>