للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لتجلى حقائقه، واتباع أحكامه وتسليم متشابهاته من أعظم العبادات إذا كان بلحاظ كونه حبلاً ممدوداً من الله".

* *

* علم القرآن جميعه عند محمد والأوصياء:

ويعتقد المؤلف أن علم القرآن جميعه عند النبى صلى الله عليه وسلم والأئمة، أما مَن عداهم فعلمهم بمعانى القرآن قاصر لا يبلغ المبلغ الذى خُصَّ به النبى والأئمة، وذلك فى نظره راجع إلى تفاوت المقامات التى يتفاوت العلم بتفاوتها. ونظرية تفاوت المقامات التى يتفاوت من أجلها العلم بمعانى القرآن، نظرية فلسفية صوفية شيعية، وإليك نص عبارة المؤلف فى الفصل العاشر من مقدمة كتابه لتكون على بصيرة بها..

يقول المؤلف ما نصه: "الفصل العاشر: إن علم القرآن بتمام مراتبه منحصر فى محمد صلى الله عليه وسلم وأوصيائه الإثنا عشر وليس لغيرهم إلا بقدر مقامه، قد مضى أن بطون القرآن وحقائقه كثيرة متعددة، وأن بطنه الأعلى وحقيقته العليا هو محمدية محمد، وعلوية علىّ، وهو مقام المشيئة التى هى فوق الإمكان، وكل نبى ووصى كان لا يتجاوز مقامه الإمكان سوى محمد صلى الله عليه وسلم وأوصيائه، ومن لم يبلغ إلى مقام المشيئة لا يعلم ما فيه، ولا يتبين من ذلك المقام شيئاً، لأن المفسِّر لا يتجاوز فى تفسيره حد نفسه، فكل مَن علم من القرآن شيئاً أو فسَّر منه شيئاً وإن بلغ من المقامات لا يكون علمه وتفسيره بالنسبة إلى علم القرآن إلا كقطرة من بحر محيط، فإن حقيقة القرآن - التى هى حقيقة محمد وعلىّ - هى مقام الإطلاق الذى لا نهاية له، والممكن وإن كان أشرف الممكنات الذى هو العقل اإلكلى يكون محدوداً، ولا يتصور النسبة بين المحدود وغير المتناهى الغير محدود، فعلم كل عالِم ومفسِّر للقرآن بالنسبة إلى علم القرآن كقطرة إلى البحار. ولما كان مقام محمد صلى الله عليه وسلم وعلىّ وأولاده المعصومين مقام المشيئة كان علم القرآن كله عندهم، وكان علىّ هو مَن عنده علم الكتاب كما فى الآية بإضافة العلم إلى الكتاب المفيد للاستغراق. وكان آصف هو الذى عنده علم من الكتاب. وكان إبراهيم ابتلاه ربه بكلمات معدودة لا بجملة الكلمات، مع أنه كان أكمل الأنبياء بعد نبينا. وكان محمد صلى الله عليه وسلم يؤمن بالله وكلماته جميعاً فى قوله تعالى: {فَآمِنُواْ بالله وَرَسُولِهِ النبي الأمي الذي يُؤْمِنُ بالله وَكَلِمَاتِهِ} [الأعراف: ١٥٨] .. فإن "الكلمات" جمع مضاف مفيد للاستغراق، وليس المراد به الإيمان الإجمالى وإلا لشاركه غيره فيه، بل الإيمان التفصيلى، والإيمان التفصيلى لا يكون إلا بإدراك المؤمن به شهوداً وعياناً".

* *

* تحريف القرآن وتبديله:

والمؤلف يذكر لنا رأيه بوضوح فى تحريف القرآن وتبديله فيقول ما نصه: "اعلم أنه

<<  <  ج: ص:  >  >>