أعدائهم بوجه، ونزل أثلاثاً: ثلث فيهم وفى أعدائهم، وثلث سُنَن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام.. بوجه. أو ثلث فيهم وفى أحبائهم، وثلث فى أعدائهم، وثلث سُنَّة ومُثل.. بوجه. ونزل أرباعاً: ربع فيهم، وربع فى عدوهم، وربع سُنَن وأمثال، وربع فرائض وأحكام.. بوجه. ويرى أن كل هذا قد أشعرت به الأخبار الواردة عن أهل البيت، ويوجه ذلك فيقول:"لما كان جميع الشرائع الإلهية والكتب السماوية لتصحيح الطريق الإنسانية، وتوجيه الخلق إلى الولاية، وكان أصل المتحققين بالطريق الإنسانية والولاية والمتحقق بالولاية المطلقة محمداً صلى الله عليه وسلم وعلياً وأولادهما، صح أن يقال: جملة الشرائع الإلهية وجميع الكتب السماوية نزلت فيهم وفى توجيه الخلق إليهم. وهو أيضاً وصف وتبجيل لهم. ولما كان كثير من آيات القرآن نزلت فيهم تصريحا أو تعريضاً أو تورية، وما كان فى أعدائهم لم يكن المقصود منه إلا الاعتبار بمخالفيهم والانزجار عن مخالفتهم ليكون سبباً للتوجه إليهم ولمعرفة قدرهم وعظمة شأنهم، وكان سائر آيات الأمر والنهى والقصص والأخبار لتأكد السير على الطريق الإنسانية إلى الولاية، صح أن يقال: جميع القرآن نزل فيهم، ولما كان القرآن مفصَّلاً يكون بعض آياته فيهم وفى محبيهم. وبعضها فى أعدائهم ومخالفيهم، وبعضها سُنَناً وأمثالاً، وبعضها فرائص وأحكاماً، صح أن يقال: نزل القرآن فيهم وفى أعدائهم، أو نزل أثلاثاً أو أرباعاً، والآية الدالة على أخبار الأخيار والأشرار الماضين كلها تعريض بالأئمة وأخيار هذه الأمة وأشرارهم، مع قطع النظر عن رجوعها إليهم وإلى أعدائهم بسبب كونهم أصلا فى الخير وكون أعدائهم أصلاً فى الشر. بل نقول: كل آية ذُكِر فيها خير كان المراد بها أخيار الأُمة، وكل آية ذُكِر فيها شر كان المراد بها أشرار الأُمة، لكون الآية فيهم أو تعريضاً بهم، أو لكونهم وكون أعدائهم أصلاً فى الخير والشر".
هذه أهم آراء المصنِّف التى يراها فى القرآن وتفسيره ومُفسِّريه. وإليك بعض النماذج التى توضح لك الطريقة التى جرى عليها المصنِّف فى تفسيره، ومقدار تأثره بنزعته الصوفية، وهواه الشيعى:
* من التفسير الصوفى:
قلنا: إن هذا التفسير يغلب عليه الطابع الصوفى لكثرة ما فيه من التأويلات الإشارية، والشطحات الصوفية، والمواجيد التى تقرؤها للمؤلف فى تفسيره للآيات القرآنية، وإليك بعض المثل لتعرف مقدار طغيان هذه الناحية على باقى النواحى فى هذه التفسير: