للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرض الرِجْلين فى الوضوء:

وعند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [٦] من سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الذين آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصلاة فاغسلوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المرافق وامسحوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الكعبين} .. الآية، يقول: "وَأَرْجُلِكُمْ" بالجر عطف على "رُءُوسِكُمْ"، وبالنصب على محل "رُءُوسِكُمْ"، وعطفه على "وُجُوهَكُمْ" مع جواز العطف على "رءوسكم" فى غاية البُعْد، غاية الأمر أنها فى هذا العطف محتملة مجملة كسائر أجزاء الآية محتاجة إلى البيان، ولم يكن رأينا مبيناً للقرآن لاستلزامه الترجيح بلا مرجح، بل المبين: من نص الله ورسوله عليه، لا مَن نصبوه لبيانه، فإن نصب شخص إنسانى لبيان القرآن وخلافة الرحمن ليس بأقل من نصب الأصنام لعبادة الآنام، أو العِجْل المصنوع للعوام، وتفصيل الوضوء وكيفيته قد وصل إلينا مفصَّلاً مبيَّناً عن أئمتنا المعصومين من الله ورسوله، وقد فصَّله الفقهاء رضوان الله عليهم، فلا حاجة إلى التفصيل ههنا".

* *

* ميراث الأنبياء:

والمؤلف يقول كغيره من علماء مذهبه بأن الأنبياء يُوَرِّثون كما يُوَرِّث سائر الناس، ولكنا نلاحظ عليه أنه لم يقف من الآيات التى استدل بها علماء مذهبه على أن الأنبياء يُوَرِّثون المال موقفاً فيه تلك المغالاة وهذا التطرف كالذى وقفه الطبرسى منها، بل نجده عندما فسَّر قوله تعالى فى الآية [٥] من سورة مريم: {وَإِنِّي خِفْتُ الموالي مِن وَرَآئِي} .. يقول: {وَإِنِّي خِفْتُ الموالي} فى الإرث الصورى من التضييع والنزاع والخلاف، أو فى الإرث المعنوى من الاختلاف وتضييع العباد، وهذا إشعار بأن دعاءه خال من مداخلة الهوى مقدمة للإجابة.

هذا هو كل ما قاله فى هذه الناحية من الآية فأنت ترى أنه لم يقطع أن الآية فى الإرث الصورى دون المعنوى، بل جوَّز صدقها على كل منهما، ولم يدافع عن مذهبه هذا الدفاع العنيف الذى كان من الطبرسى عندما أراد أن يُقصر الإرث فى الآية على الإرث الصورى.

ونجده عندما تعرَّض لقوله تعالى فى الآية [١٦] من سورة النمل: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ

<<  <  ج: ص:  >  >>