للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دَاوُودَ} ... الآية، يقرر أن الميراث هو ميراث ما ينبغى أن يرثه منه من الرسالة والعلم والمُلْك والسلطنة، ثم يقول: "ولذلك حذف المفعول الثانى"، يقول هذا أيضاً ولا يحاول أن يُخرج الآية عن ظاهرها وسياقها كما حاول غيره.

* *

* الغنائم:

ويرى المؤلف كغيره من علماء مذهبه أن الغنائم لا تختص بما أُخِذ من الكفار بطريق القهر والغلبة، بل تعم ذلك وكل ما استفاده الإنسان من أى وجه كان، كما يرى أن الخُمس يقسم بين ذوى القُرْبَى وهو الإمام، ويتامى آل البيت، ومساكينهم، وأبناء سبيلهم، وذلك تعويض لهم من الله عن الصدقات التى هى أوساخ الناس.

يرى المؤلف هذا كله ويقرره فى تفسيره باختصار فيقول عند قوله تعالى فى الآية [٤١] من سورة الأنفال: {واعلموا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القربى واليتامى والمساكين} ... الآية، ما نصه: {واعلموا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ} .. اسم الغنيمة قد غلب على ما كان يُؤخذ من الكفار بالقهر والغلبة حين القتال، وإلا فهى اسم لكل ما استفاد الإنسان من أى وجه كان وأى شئ كان، فعن الصادق: هى والله الرفادة يوماً بيوم {فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} ، وقد فسّر "ذوى القُرْبىَ" بالإمام من آل محمد، فإنه ذو القربى حقيقة، وفسَّر الثلاثة الأخيرة بمن كان من قرابات الرسول، جعل ذلك لهم بدلاً عن الزكاة التى هى أوساخ الناس تشريفاً لهم".

وفى سورة الحشر عند قوله تعالى فى الآية [٧] {مَّآ أَفَآءَ الله على رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ القرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأغنيآء مِنكُمْ} ... الآية، يقول: {مَّآ أَفَآءَ الله على رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ القرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القربى} .. أى ذى قُرْبَى الرسول صلى الله عليه وسلم، واليتامى والمساكين وابن السبيل من قرابات الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد خصص فى الأخبار كل ذلك بأقرباء الرسول صلى الله عليه وسلم".

* *

* موقف المؤلف فى تفسيره من المسائل الكلامية:

وإنَّا لنجد المؤلف يتأثر بمذهب المعتزلة فى بعض المسائل الكلامية فيوافقهم عليها فى تفسيره، ويخالفهم فى بعض آخر منها فيقول بما يقول به أهل السُّنَّة، فمن المسائل التى يوافق فيها المعتزلة مثلاً:

* رؤية الله:

فهو ينكر جوازها ووقوعها، ويُجرى تفسيره لآيات الرؤية على هذه العقيدة.

فمثلاً عند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [٥٥] من سورة البقرة: {وَإِذْ قُلْتُمْ ياموسى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حتى نَرَى الله جَهْرَةً} نجده يقول ما نصه: "وورد أنه سُئِل الرضا: كيف يجوز أن يكون كليم الله موسى بن عمران لا يعلم أن الله لا يجوز عليه الرؤية حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>