للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شذوذهم، وما ذهبوا إليه من عقائد ليس لها أصل في كتاب الله، وليس في مقدورهم أن يفعلوا شيئاً لتغيير بعض آيات الله، كما فعلوا في السنة المطهرة حينما دسوا بعض الروايات والتي كشفها صيارفة هذا العلم وأربابه، فلما لم يستطيعوا أن يحدثوا في كتاب الله أمراً لأنه فوق منالهم حينئذ ادعوا أن في كتاب الله نقصاً وتغييراً - وما أسهل الدعوى على حاقد موتور -.

وهي محاولة فيما يبدو لإقناع أتباعهم الذين ضجوا من خلو كتاب الله من ذكر أئمتهم وعقائدهم والتي لها تلك المكانة التي يسمعونها من رؤسائهم (١) ، فادعوا هذه الدعوى ونشط شيوخهم في القرن الثالث والرابع في الحديث عنها، ولكنهم فيما يبدو لم يحسبوا لهذه الدعوى حسابها فارتدت عليهم بأسوأ العواقب؛ فقد فضحتهم أمام الملأ وكشفت القناع عن وجوههم وأبانت عن عداوتهم ونفاقهم، وقطعت صلتهم بالإسلام والقرآن وأهل البيت.

ولهذا في القرن الرابع أعلن كبير شيوخهم ابن بابويه القمي صاحب "من لا يحضره الفقيه" أحد صحاحهم الأربعة في الحديث والموصوف عندهم بـ"رئيس المحدثين" المتوفى سنة (٣٨١هـ‍) أعلن براءة الشيعة من هذه العقيدة (٢) ، وكذلك الشريف المرتضى المتوفى سنة (٤٣٦هـ‍) كان ينكر هذه المقالة، ويكفر من قال بها كما ذكر ذلك ابن حزم (٣) ، وقد نقل إنكاره أيضاً شيوخ الشيعة كالطوسي (٤) . والطبرسي (٥) ، وكذلك استنكر هذه المقالة وصلة الشيعة بها الطوسي صاحب كتابين من كتب الحديث الأربعة المعتمدة عندهم، وصاحب كتابين من كتب الرجال الأربعة المعتمدة عندهم (٦) ، وكذلك الطبرسي (٧) . صاحب "مجمع البيان".


(١) كما سيأتي بيان ذلك في الإمامة وغيرها من عقائدهم
(٢) انظر: كتاب الاعتقادات: ص١٠١-١٠٢، وسيأتي نص كلامه إن شاء الله
(٣) الفصل: ٥/٢٢
(٤) التبيان: ١/٣
(٥) مجمع البيان: ١/٣١
(٦) التبيان: ١/٣
(٧) مجمع البيان: ١/٣١

<<  <  ج: ص:  >  >>