للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتب وأثبتها (١) .

ومن هذه الزمرة الحاقدة التي وجدت في هذه الفترة أبو القاسم الكوفي، وقد نسبته بعض كتب الانثي عشرية إلى الغلو (٢) ، وشهد على نفسه في كتابه: "الاستغاثة" بأنه على هذا المنهج الضال (٣) . وقد نسب له النجاشي كتاباً سماه: "التبديل والتحريف" (٤) . وقد فقد هذا الكتاب مع نظائر له، كما أشار إلى ذلك صاحب فصل الخطاب (٥) . وهو يروي عن القمي مباشرة (٦) . بعض روايات التحريف، فقد يكون تلقى عنه هذا الكفر.

ومن بعد هؤلاء نرى شيخهم المفيد (ت٤١٣هـ‍) سجل في كتابه "أوائل المقالات" إجماع طائفته على هذا المنكر (٧) ، ونقل بعض أخباره في بعض كتبه كالإرشاد (٨) . وهو من كتبهم المعتبرة (٩) .

هذا الزخم من المصنفات وغيرها لتأييد هذا الكفر وإثباته لا يشك مسلم أنه كيد زنديق حاقد على كتاب الله ودينه وأتباعه، وقد دفع هذا الفئة إليه - كما سيأتي في تحليل نصوص هذه الأسطورة ورواياتها - خلو كتاب الله مما يثبت


(١) انظر: بحار الأنوار: ١/٣٠
(٢) قال النجاشي: "علي بن أحمد أبو القاسم الكوفي رجل من أهل كوفة كان يقول أنه من آل أبي طالب، وغلا في آخر أمره وفسد مذهبه وصنف كتباً كثيرة أكثرها على الفساد: كتاب الأنبياء، كتاب الأوصياء، كتاب البدع المحدثة، كتاب التبديل والتحريف"، كما ذكر النجاشي بأن الغلاة يدعون فيه منازل عظيمة. توفي سنة (٣٥٢هـ‍) .
(رجال النجاشي ص: ٢٠٣، رجال الحلي: ص٢٣٣) وقد حاول الرافضي المعاصر المقدّم لكتاب الاستغاثة والذي لم يفصح عن اسمه أن يدفع عنه صفة الغلو (انظر: ص ب من المقدمة)
(٣) انظر: الاستغاثة (أو البدع المحدثة) ص: ٢٥
(٤) انظر: رجال النجاشي: ص٢٠٣
(٥) انظر: فصل الخطاب: ص ٣٠-٣١
(٦) انظر: الاستغاثة ص ٢٩
(٧) انظر: أوائل المقالات ص ٥١
(٨) انظر: الإرشاد ص ٣٦٥
(٩) انظر: بحار الأنوار: ١/٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>