للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ريب مما نزلنا (في علي) فأتوا بسورة من مثله" (١) .

ويروون عن أبي عبد الله أنه قال: "نزل جبرائيل - عليه السلام - على محمد بهذه الآية هكذا: "يا أيها الذين أتوا الكاب آمنوا بما نزلنا (في علي) نوراً مبيناً" (٢) . ويلاحظ هنا أنه خلط بين أكثر من آية (٣) .

وقال القمي: "وأما ما هو محرف فمنه قوله: "لكن الله يشهد بما أنزل إليك (في علي) أنزله بعلمه والملائكة يشهدون" (٤) ، وقوله: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك (في علي) وإن لم تفعل فما بلغت رسالته" (٥) ، وقوله: "إن الذين كفروا وظلموا (آل محمد حقهم) لم يكن الله ليغفر لهم" (٦) . وقوله: "وسيعلم الذين ظلموا (آل محمد حقهم) في غمرات الموت" (٧) . قال هذا القمي ومثله كثير


(١) الآية ٢٣ من سورة البقرة، والكلام المحرف المذكور في أصول الكافي: ١/٤١٧
(٢) أصول الكافي: ١/٤١٧
(٣) فأول الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم} هي الآية ٤٧ من سورة النساء، فأقحم مع هذه الآية قوله: {نُورًا مُّبِينًا} ، وهي جزء من آية أخرى في نفس السورة وهي: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا} الآية ١٧٤ من سورة النساء
(٤) النساء، آية: ١٦٦
(٥) المائدة، آية: ٦٧
(٦) النساء، آية: ١٦٨، والكلام المقحم في تفسير القمي: ١/١٥٩
(٧) لاحظ أن هؤلاء بعيدون عن كتاب الله روحاً وحساً فيخطئون حتى في نقل الآيات أو يتعمدون وينسبون ذلك لأهل البيت زوراً وبهتاناً، فتأمل كيف خلط بين آيتين بطريقة غبية جاهلة بين قوله سبحانه: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} ... الشعراء، آية: ٢٢٧، وقوله: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} (الأنعام، آية: ٩٣) فجعلها "وسيعلم الذين ظلموا في غمرات الموت".
ولاشك أن رؤية الظالمين في غمرات الموت يعانون من سكراته وآلامه هي محل للعبرة والذكرى، وهي أبلغ وأعظم من القول بأنهم سيعلمون في غيمرات الموت؛ لأنه سيأتي من يقول بأنهم في غمرات الموت قد ذهلوا فهم لا يكادون يفقهون شيئاً ولا يعلمون، ولا نسترسل أكثر من هذا فمثل هذه الأساطير لا تستحق المناقشة.

<<  <  ج: ص:  >  >>