للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خالق كلّ شيء إلا أفعال العباد" (١) ، وقال: "أقول: مذهب الإماميّة والمعتزلة أنّ أفعال العباد صادرة عنهم وهم خالقون لها" (٢) .

وكذلك قال شيخهم الطبطبائي: "ذهبت الإمامية والمعتزلة إلى أن أفعال العباد وحركاتهم واقعة بقدرتهم واختيارهم فهم خالقون لها، وما في الايات من أنه تعالى خالق كل شيء وأمثالها إما مخصص بما سوى أفعال العباد، أو مؤول بأن المعنى أنه خالق كل شيء إما بلا واسطة أو بواسطة مخلوقاته" (٣) .

وقال القزويني: "وأفعال العباد مخلوقة لهم" (٤) .

وغير هؤلاء كثير (٥) . وهو كما ترى عين مذهب أهل الاعتزال، فهل مقالة هؤلاء طارئة على المذهب الشيعي كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، وإن قدماء الشيعة لم يكونوا على هذا المعتقد، أو أن هذا هو مذهب الأقدمين ومن بعدهم؟

لعل أفضل مرجع يرجع إليه لاستقراء هذه الحقيقة هو كتب الحديث عند الشيعة.

وقد رجعت إلى مصادر الشيعة المعتمدة في الرواية وبالذات إلى مراجعها الرئيسة؛ فرأيت مجموعة كبيرة من الروايات تخالف ما هو شائع عن مذهب الشيعة


(١) الفصول المهمّة في أصول الأئمّة: ص٨٠
(٢) الفصول المهمّة في أصول الأئمّة: ص٨١
(٣) مجالس الموحدين في بيان أصول الدين/ محمد صادق الطبطبائيك ص٢١
(٤) قلائد الخرائد: ص٦٠
(٥) مثل ابن المطهر الحلي في كتابه نهج المسترشدين: ص٥٢، حيث قال: البحث الرابع: في خلق الأعمال، وقرر أن هذا مذهب طائفته ومذهب المعتزلة، ومثل ذلك صرح في كتابه "الباب الحادي عشر" (مع شرحه للمقداد) ص٣٢، وكتابه: كشف المراد ص٣٣٢، وكذلك شيخ الشيعة المجلسي صاحب البحار قال: "وذهبت الإمامية والمعتزلة إلى أن أفعال العباد وحركاتهم واقعة بقدرتهم واختيارهم فهم خالقون لها". (بحار الأنوار: ٤/١٤٨) ، والمقداد الحلي (انظر: النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر: ص٣٢-٣٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>