للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ملوك الأرض، فانْقَادَ النَجَاشِيُّ (١)، وخَافَهُ الَمقُوقَس (٢) وغيره، فأرْسَلُوا لَهُ الهدايا، وتكَبَّر عليه كسرى (٣) فدعا عليه فنفَذَت فيه دعوته.

وكان يُعْجِبُه التَّيَمنُ في كلِّ أُمُورِه، وينام على جَنْبِه الأَيْمَن، ويُحِبَ الوتر في الأشياء، ويأْكُل القِثَّاء بالرُطَب، ويحب الخروج يوم الخميس (٤)، ويكره القدوم بالليل.


(١) جرى معظم المؤرخين على أن النجاشي الذي بعث إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن أمية الضمري بكتابه في محرم سنة سبع، هو الذي صلى عليه بالناس صلاة الغائب حين وفاته. انظر: (طبقات ابن سعد: ١/ ٢٥٨، المغازي للواقدي: ٢/ ٧٤٣، إمتاع الأسماع للمقريزي: ١/ ٣٠٩، تاريخ الطبري: ٢/ ٦٥٣، سير الذهبي: ١/ ٤٢٨، الكامل لابن الأثير: ٢/ ٢١٣).
وقال بعضهم أن النجاشي الذي بعث إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن أمية الضمري لم يسلم وليس هو النجاشي الذي يطلق عليه "أصحمة"، والذي صلى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة الغائب. ذهب الى هذا ابن القيم في: (زاد المعاد: ١/ ٤٥)، ومال إليه ابن كثير في (سيرته: ٣/ ٥٢٤). وجزم به ابن حزم حكاه عنه ابن القيم في (زاد المعاد: ١/ ٤٥).
واستند أصحاب هذا الرأي لما أخرجه مسلم في الجهاد: ٣/ ١٣٩٧، باب كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ملوك الكفار يدعوهم إلى الله عز وجل، حديث (٧٥) عن أنس رضي الله عنه "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى كسرى، وإلى قيصر، وإلى النجاشي، وإلى كل جبار يدعوهم إلى الله تعالى
وليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) المقوقس، ملك الإسكندرية، عظيم القبط، واسمه جريج بن مينا، وهو صاحب الهدايا الكثيرة التي أرسلها للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد بعث إليه عليه السلام حاطب بن أبي بلتعة. انظر: (زاد المعاد: ١/ ٤٦).
(٣) كسرى، ملك الفرس، واسمه أبرويز بن هرمز بن أنوشروان، أرسل له النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله ابن حذافة السهمي رضي الله عنه فمزق الكتاب. فقال النبي عليه الصلاة والسلام: "اللهم مزق ملكه" فمزق الله ملكه وملك قومه. انظر: (زاد المعاد: ١/ ٤٦، طبقات ابن سعد: ١/ ٢٦٠).
(٤) أي: للجهاد والسفر.
ورد ذلك في الحديث الذي أخرجه البخاري وغيره في الجهاد: ٦/ ١١٣، باب مَنْ أراد غزوة فَورَّى بغيرها، ومن أحب الخروج يوم الخميس، حديث (٢٩٤٩)، عن كعب بن مالك رضي الله عنه أنه كان يقول: "لقّلما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج إذا خرج في سفر إلا يوم الخميس،

<<  <  ج: ص:  >  >>