للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإِنْ قيل: لم انقسم الماء إِلى ثلاثة أَقْسَام، ولم ينْقَسِم إِلى أكثر؟

قيل: لأَنَّ وجدنا ما يَجُوز اسْتِعْمَالُهُ مطلقاً: وهو المُطْلَق.

وما يجوز استعماله مُقَيَّداً بِبَعْض الأَشْيَاء: وهو المَقيَّد.

وما لا يجوز اسْتِعْمَالُه مطلقاً: وهو النَجِس.

واخْتُلِف في الطَّهُور، هل هو بمعنى الطَّاهِر؟ أم لا.

فقال كثير من أصحاب مالك والشافعي وأحمد: "الطهور: مُتَعَدٍّ، والطَّاهِر: لَازِم"، (١)

وقال كثير من الحنفية: "الطَّاهِر: هو الطَّهور". (٢)

قال ابن شيخ السَّلامية (٣): "وهو قول الخرقي". (٤) لأنه إنما شرط في الماء أن يكون طاهراً.

قلت: "وقول ابن شيخ السلامية: إن أراد به أن الخرقي أطلق اسم الطاهر على الطهور، وأن الطهور سُمِّي طاهِراً فَمُسَلَّم، وإِنْ أَرادَ أَنَّه هو في


= العلم الوافر" توفي ٥٢٧ هـ، له ترجمة في: (ذيل طبقات الحنابلة: ٣/ ١٨٠، المنتظم: ١٠/ ٣٢، الشذرات: ٤/ ٨٠).
(١) انظر: (الشرح الصغير: ١/ ٨ وما بعدها، الذخيرة للقرافي: ١/ ١٥٩، المهذب للشيرازي: ١/ ٣ وما بعدها، كشاف القناع: ١/ ٢٤).
(٢) انظر: (البناية على الهداية: ١/ ٢٩٥، حاشية الطحاوي على مراقي الفلاح: ص ١٥ وما بعدها، الاختيار: ١/ ١٢).
(٣) هو الإمام الفقيه، عز الدين أبو يعلى حمزة بن موسى بن أحمد بن الحسين بن بدران، العلّامة الحنبلي المعروف بابن شيخ السلاميه، أفتى وصنف تصانيف حسان، وكان من المحبين لشيخ الإسلام ابن تيمية والمنتصرين له، توفي ٧٦٩ هـ، له ترجمة في: (الشذرات: ٦/ ٢١٤، الدرر الكامنة: ٢/ ١٦٥، المدخل لبدران: ص ٢٠٦).
(٤) وهو قول ابن تيمية كذلك، انظر (الاختيارات: ص ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>