للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهي لغة: القَصْدُ، وهو عَزمْ القَلْب على الشَّيْء، يقال: نَواكَ الله بخَيْرٍ: أي قَصدَك.

وشَرعًا: العَزْم على فِعْل الشَّيْء تَقَرُّبًا إلى الله تعالى، ومحلُّها القَلْب، ومنْ ثَمْ لم يُحْتَج فيها إِلى تَلفُّظٍ باللِّسَان (١)، فإِنْ تَلَفَّظ كان أفْضَل عند القَاضِي (٢) وغيره، وليس بأفضل عند أبي العباس (٣) وغيره (٤).

٧٧ - قوله: (الوجه)، الوَجْه: مأخوذٌ من الُموَاجَهة، سُمِّي بِذَلك، لأنَّه يُواجِهُ به، قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {فاغْسِلُوا ؤجُوهَكُمْ} (٥)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا قَاتَل أحَدُكم فَلْيَجْتَنِب الوَجه" (٦).

وجمْع الوَجْه: وجُوهٌ - قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} (٧) وأوْجُهٌ. ولَهُ حَدَّان، حدٌّ من جِهَة الطول، وحدٌّ منْ جِهَةِ العَرْضِ.

وبدأ "الشيخ" بحدِّه من جهة الطول، فقال: "وهو مِنْ مَنَابت" (٨)،


(١) قال شيخ الإسلام في الاختيارات: ص ٦: "ولا يجب نُطْقه بها سِرًا باتِّفاق الأئمة الأربعة، وشذ بعض المتأخرين فأوجب النطق بها، وهو خطأ مخالف للإجماع، وقولين في مذهب أحمد وغيره في استحباب النطق بها، والأقوى عدمه".
(٢) المعروف في اصطلاح فقهاء الحنابلة أن "القاضي" إذا أُطْلِق في كُتبِهم بعد القرن الثامن الهجري، يريدون به علاء الدين المرداوي صاحب "الإنصاف" و"التنقيح المشبع" ولست أدري ماذا يريد المصنف رحمه الله بـ "القاضي" أهو المرداوي، وهذا الذي كان ينبغي أن يكون، ولكني لم أعز على ذلك في كتبه، أو القاضي أبو يعلى الفراء. انظر: (المدخل لبدران: ص ٢٠٤).
(٣) هو شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، سبقت ترجمته.
(٤) انظر: (الاختيارات: ص ٧).
(٥) سورة المائدة: ٦.
(٦) أخرجه الإمام أحمد في المسند: ٢/ ٣٢٧.
(٧) سورة القيامة: ٢٢.
(٨) انظر: (المختصر: ص ٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>