للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحكى المُطرز (١) في "ياقوتته" عن ابن الأعرابي: "تخفيف الياء بذلك (٢) لأنَّه يُمْنَى: أي يُصَبُّ"، وسَمِّيت "مِنىً" مِنَى: لما يُرَاق بها مِن دَمِ الهَدْي.

ومَنِيُّ الرجلِ في حال صحته: ماءٌ أبيضً غليظٌ يخرج عند اشْتِدَادِ الشهوة يَتَلذَّذُ بِخُرُوجه وَيعْقب خروجَه فتورٌ، وله رائحةٌ كرائِحَةِ الطلْع، تَقْرُبُ منَ رائِحَة العَجِينِ (٣).

ومن المرأةِ: ماءٌ رقيقٌ أَصْفَر (٤).

و"الألف" و"اللام" في قوله: "المِنَيَّ".

قيل: للاستغراق، فيجب الغُسل عنده لِكُلِّ مَنِيٍّ، سواءٌ خَرج بِلَذَّةٍ، أو بغير لَذةٍ (٥).


(١) هو محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم، أبو عمر الزاهد، المعروف بغلام ثعلب، اللقب بالطرز، شح الحديث واللغة، لازم ثعلب في العربية، صنف "الياقوتة" و"فائت الفصيح" و"شرح الفصيح" وغيرها توفي ٣٤٥ هـ. أخباره في: (إِنباه الرواة: ٣/ ١٧١، سير أعلام النبلاء: ١٥/ ٥٠٨، تاريخ بغداد: ٢/ ٣٥٦، طبقات الحنابلة: ٢/ ٦٧، المنتظم: ٦/ ٣٨٠، معجم الأدباء: ١٨/ ٢٢٦، وفيات الأعيان: ٤/ ٣٢٩، مرآة الجنان: ٢/ ٣٣٧).
(٢) حكاه كذلك ابن جني، والفيومي، انظر: (اللسان: ١٥/ ٢٩٣ مادة مني، المصباح: ٢/ ٢٤٩). وأنكره الأزهري في (الزاهر: ص ٤٩).
(٣) انظر تعريف المني شرعًا في: (لغات التنبيه: ص ٦، الزاهر: ص ٤٩، طلبة الطلبة: ص ٧، المغني: ١/ ١٩٧، المطلع: ص ٢٧).
(٤) لقد أخرج مسلم حديثًا عن أم سليم رضي الله عنها في وصف مني الرجل والمرأة، قال عليه الصلاة والسلام فيه: ... ماء الرجل غليظ أبيض، وماء المرأة رقيق أصفر .. كتاب الحيض: ١/ ٢٥٠، باب وجوب الغسل على المرأة بخروج المني منها حديث (٣٠).
(٥) القول بوجوب الغسل لخروج المني، ولو بغير شهوة، مذهب الشافعي، وظاهر كلام الخرقي، انظر: (الأم: ١/ ٣٧، المغني: ١/ ١٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>