للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: ويُحْتَمل أنْ يُراد بها (١) التَعْظيم لها، والتَفْخِيمُ لشَأْنِها. كما يقول القائل: تكَلَّم فُلانٌ اليَوم بكلمةٍ كأنُّها جَبَلٌ، [وحلَف بِيَمينٍ كالسَّمواتِ والأَراضِين (٢) وكما يقال: هذه الكلمةُ تمْلأُ طِبَاق الأَرض. والِملْءُ: بكسر "الميم": [الاسم (٣)]، وبفتحها (٤): المصْدَر مِنْ قولك: مَلأتُ الإِنَاء أمْلَؤُه (٥) (مَلْأً (٦) ".

والمشهور في الرواية: "مَلءَ" بالنَّصب، وَوَجْهُه: أَنَّه صِفة لَمصْدَرٍ محْذُوف كأَنَّه قال: لَكَ الحَمْدُ حَمْداً مَلأ السَّماء، ويجوز الرُّفْعُ.

وقد قال بعض المتأخرين: لا يَجوز غَيْره، ووجْهُه: أنَّه صِفة للحَمْدِ (٧)، ويجوز أنْ يكونَ عطْفَ بَيَانٍ.

٣٣٦ - قوله: (وإنْ كان إِماماً)، الإِمامُ: ما يُؤْتَم به تارةً في الصَّلاة: وهو إِمامُ الصَّلاة، وتارة يكون في الفَصْل بيْن النَّاس: وهو الخَليفة.

وتارة في العبادات والأَحكام: وهو إمامُ الفِقْه (٨).

وسُمِّي بذلك لتَقَدُّمِه على غيره. فإنَّ إِمام الصَّلاة يتقدَّمُهم. وإمَام الحُكْم يُقَدَّم على غيره في هذا الأَمر، وإنْ لمْ يَكُن التَّقَدم حقيقةً، وإِمام الفِقه يُقَدَّمُ قوْلُهُ على قولِ غيره.


(١) في شأن الدعاء: به.
(٢) زيادة من شأن الدعاء.
(٣) زيادة من شأن الدعاء.
(٤) في شأن الدعاء: والملء.
(٥) زيادة ليست في شأن الدعاء.
(٦) انظر: (شأن الدعاء للخطابي: ص ١٥٥ - ١٥٦).
(٧) أي: لك الحمد الَمالئ، لأن "مَلء"، وإنْ كان جامداً، فهو بمعنى المشتق. انظر: (المطلع: ص ٧٧).
(٨) تقدمت هذه المعاني في: ص ٢٥. كما يُطلق "الإِمام" على معان أخرى ذكرها أبو عبد الله بن مالك في (مثلثه: ١/ ٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>