الفصل الثالث: دور السِّياق في التَّقْعِيد النَّحْوِيّ عند سيبويه
أشرنا في الفصل الأول إلى أَنَّ سيبويه كان يقوم بتوجيهاته الإعرابِيّة وتقعيداته النحوِيَّة من خلال النصوص الحَيَّة المنطوقة، وأنَّ سيبويه كان يراعي السِّياق في التوجيه والتَّقْعِيد. وأوضحنا أَنَّ المُتَكَلِّم والمخاطب أبرز عناصر السِّياق التي اهتَمَّ بها. وبما قررناه في هذا الفصل نكون قد أثبتنا علاقة سياق الحال بالكتاب وصاحبه.
وكان لزاما علينا أَنْ نقف على منهج سيبويه في كتابه لكي نقف على كيفيَّة سريان هذه العلاقة، وكيف فعَّلَ سيبويه السِّياق في تقعيده وتوجيهه. فكان هذان المبحثان بمثابة تمهيد نظري للفصول التي ستليه، فأتي الفصل الثاني يمثِّل الجانب التطبيقيّ لسياق الحال وأثره في التوجيه الإعرابِيّ.
ثُمَّ ها نحن أولاء أمام الفصل الثالث الذي يمثل الجانب التطبيقي الثاني، وفيه سنتناول ونوضح علاقة سياق الحال بالتقعيد النحوي عند سيبويه، وسنرى ــ بإذن الله ــ كيف لعب السِّياق دورًا مهما في التَّقْعِيد النَّحْوِيّ عنده.
وتجدر الإشارة هنا أَنَّ معظم كلامنا هنا سيكون مرتبطا بسياق الحال على وجه الخصوص.
وينبغي التوضيح والتأكيد أيضا على أَنَّنا سرنا على الخطة التالية في جمع مادة هذا الفصل، وهي أَنَّهُ قد تمَّ جمعُ كلَّ المواضع التي لوحظ فيها تأثيرٌ لسياق الحال على القاعدة النحوِيَّة، وبعد جمعها صُنِّفتْ إلى المجموعات التالية:
أمادة تخصُّ الجملة الاسمِيَّة.
ب مادة تخصُّ الجملة الفعلِيَّة.
ت مادة تخصُّ التوابع.
ث مادة تخصُّ الأساليب.
ج مادة تخصُّ الأدوات النحوِيَّة.
ح مادة تخص التعريف والتنكير.
وبالطبع فَإِنَّ داخل كل مجموعة بعض التفريعات التي تخصُّها.