للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانت تُدرَس من خلالها لهجة مكان ما من خلال أسئلة توجه إليهم. وكانت هذه طريقة متبعة في الماضي واستُعِيض عنها الآن بالتقنيات الحديثة) (١).

» الملحوظة السادسة: أَنَّهُ من الفوائد العَمَلِيَّة لهذا العنصر من عناصر المنهج عنده تقوية توجيه نحوي على آخر) (٢).

» الملحوظة السابعة: إِنَّهُ لأهمِيَّة الجانب الإِحْصَائِيّ في دراسة اللُّغَة ــ كما فعل عبقري العربِيَّة سيبويه ــ ظهرت في علم اللُّغَة الحديث أفرعٌ مختلفة تدرس هذا الجانب، منها ما يسمى:

- علم اللُّغَة الإِحْصَائِيّ Statistical Linguistics .

- علم الأسلوب الإِحْصَائِيّ Stylostatistics .

- علم اللُّغَة الكمي Quantitative Linguistics .

والدراسة في علم اللُّغَة الإِحْصَائِيّ تشمل في بعض جوانبها «تحليل تردّد أو توزيع وحدات لغَوِيَّة في تصور ما بهدف التعرف على السمات الحاسمة أو الخاصة لمتحدث أو كاتب ما») (٣).

***

٣ ــ تتَبُّع التركيب اللغويّ المُعَيَّن قيد البحث في السِّياقات المختلفة وربطه بدلالة السِّياق إِنْ وجدت:

عرفنا فيما سبق أنَّ سيبويه يقوم بتجريد التركيب النَّحْوِيّ الذي يدرسه، وأنَّ فكرة تنميط تراكيب اللُّغَة كانت حاضرة في ذهنه، وأنَّه يتَتَبَّع هذا التركيب إِحْصَائِيّا لمعرفة درجة تكراره في النصوص اللُّغَوِيَّة. والسؤال الآن: ما الخطوة التالية التي تأتي بعد تنميط التركيب النَّحْوِيّ قيد البحث وتجريده وتتَبُّعه إِحْصَائِيّا؟ ما الذي يحدث بعد أَنْ يحصل سيبويه على النمط المجرد الممثِّل للتركيب النَّحْوِيّ أو الصَّرْفِيّ؟

قبل الإجابة عن هذا السؤال وتجليته يجب أَنْ نستصحب الأصل المهمَّ التالي؛ لأنَّنا سنعتمد عليه كثيرا هنا، وهذا الأصل هو:


(١) ينظر:
David Crystal، A dictionary of linguistics and phonetics, P.١٤٣
(٢) وسنذكر في نهاية الفصل إِنْ شاء الله جملة الفوائد العَمَلِيَّة التي وقفنا عليها والمتعلقة ببحثنا. وفي فصل التوجيه النحوي أيضا أمثلة على ذلك.
(٣) ينظر تعريف هذا المصطلح والمصطلحين الآخرين:
David Crystal , A Dictionary Of Linguistics And Phonetics, p ٤٥٠,٤٥١

<<  <   >  >>