للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الأول: السياق والمنهج عند سيبويه]

[مقدمة]

إذا كان موضوع بحثنا يبحث علاقة السِّياق بالتَّقْعِيد والتوجيه عند سيبويه فهذا يُمْلِي علينا في البدء وقبل خوض البحث أسئلةً مُهِمَّة هي: هل توفرت أصلا وفي الأساس لدى سيبويه الظروف السِّياقِيَّة المقاميَّة المناسبة لكي نقول بوجود تأثير للسياق على التَّقْعِيد والتوجيه عنده؟ ! هل كان سيبويه يقوم بالتَّقْعِيد والتوجيه من خلال النصوص المنطوقة أم المكتوبة؟

وإذا افترضنا أَنَّ الظروف السِّياقِيَّة والمقامِيَّة وُجِدَتْ وتهيَّأت لسيبويه عند التَّقْعِيد والتوجيه؛ فهل كان يَعْتبِر هذه الظروف؟ وهل أَثَّرَ السِّياقُ في تقعيده وتوجيهه؟ أم أنَّه أغفلها واعتمد نظَرِيَّة العامل بشكل أساسي متأثرا بالبيئة الفلسفِيَّة في البصرة؟ ! وإذا ثبت تأثيرُ السِّياق في التَّقْعِيد والتوجيه عنده فهل كانت كلُّ مكونات السِّياق التي ذكرناها قبلُ لها تأثير متساوٍ في هذا التَّقْعِيد؟ أم أَنَّ بعض مكونات السِّياق كان لها دور أكثر بروزا من غيرها؟

وأثارت مجموعةُ الأسئلة السابقة مجموعةً أخرى غيرها هي: هل كانت هناك خطوات مُعَيَّنَة يقوم بها سيبويه قبل التَّقْعِيد والتوجيه؟ وبغض النظر عن تَأَثُّره بالسِّياق أم لا، هل كان هناك منهج مُحَدَّد يسير عليه في تقعيده وتوجيهه؟ !

إن الإجابة عن هذه الأسئلة ستجعلنا نفهم بشكل أدقّ وأعمق دور السِّياق في عَمَلِيَّة التَّقْعِيد والتوجيه؛ لذلك جعلنا عنوان هذا الفصل: السياق والمنهج عند سيبويه، وقسَّمتُه إلى مبحثين:

أسيبويه والسِّياق.

ب خطوات إجرائِيَّة ومنهجِيَّة قبل التوجيه الإعرابِيّ والتَّقْعِيد النَّحْوِيّ عند سيبويه.

****

<<  <   >  >>