للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ ــ النظَرِيَّة تعكس وتعيد إنتاج الواقع «reflects and reproduces reality It» .

٣ ــ النظَرِيَّة ترتبط بالممارسة والتطبيق Practice والتجريب، ونجاح النظَرِيَّة مرتبط بتلك الممارسة وذلك التطبيق وهذا التجريب.

٤ ــ لا توجد نظَرِيَّة تُولد كاملة من أوَّل أمرها، فالنظريات العلميَّة في حالة تطور وإصلاح داخلي مستمرين، وقد تتبنَّى نظَرِيَّة ما في بداية أمرها فروضا مُعَيَّنَة، ثُمَّ بمرور الوقت تسقط تلك الفروض ويحل محلها فروض أخرى جديدة. وبمرور الوقت تصبح أكثر دقة وانضباطا.

٥ ــ إن الممارسة أو «خبرة المجتمع Experience of society» هي ما تقرِّر صلاحية نظَرِيَّة ما أو دحضها؛ أي أَنَّ البعد الاجتماعيّ الإنساني لا بدَّ أَنْ يكون حاضرا في الحكم على النظَرِيَّة؛ لأَنَّ هذا معيار من «معيار الحقيقة Criterion of Truth» .

***

- المبحث الثاني: النظَرِيَّة النحوِيَّة السِّياقِيَّة:

o النظَرِيَّة النحوِيَّة السِّياقِيَّة:

إذا كانت النظَرِيَّة العلميَّة تقوم على معطيات ذاتية، وأنَّها تعكس الواقع وتعيد إنتاجه في رقابة الخبرة الاجتِماعِيَّة، وأنَّ هذا أحد معايير الحقيقة؛ فمن حَقِّنا أَنْ نقول علميًّا إِنَّ وضع نظَرِيَّة شاملة للنحو العربي لا بدَّ أَنْ يتضمن إبراز الجانب السِّياقي فيها ولا بدَّ أَنْ تشير هذه النظَرِيَّة بشكل واضح للبعد الاجتماعيّ الواقعي الذي يؤثر في التراكيب النحوِيَّة الموجودة في اللُّغَة.

فالواقع يثبت وجود تأثير لسياق الحال، وهو تأثير واضح وصريح ليس فقط على تركيب الجملة ولا على العلامة الإعرابِيّة بل على البنية الصَّرْفِيَّة نفسها. وقد أثبتنا من خلال نصوص كثيرة لسيبويه وجود تأثير للسياق وخاصة سياق الحال على تركيب الجملة ودلالتها وعلى التوجيه الإعرابِيّ والدِّلَالَة الصَّرْفِيَّة بما لا يدع مجالا للشك لوجود هذا التأثير، وقد ناقشنا فيما سبق من خلال نصوص سيبويه أحد أهم رواد المدرسة البصرية الحقائق التالية:

• أنَّه توجد تراكيب نحوِيَّة لا يصحُّ تركيبها ولاتصحُّ كينونتها إلا إذا قامت قرينة من سياق الحال تصححها.

• وجود تراكيب نحوِيَّة توجه في إطار معرفة سياق الحال.

• أنَّ السِّياق يمثل مَرْجِعِيَّة للضمير.

• أنَّ المُتَكَلِّم وإمكانيّة سكوته وإرادته وحالته النفسِيَّة يمثل متغير من متغيرات عديدة تؤثر في تركيب الجملة ودلالتها.

<<  <   >  >>