للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- المصطلح الثالث (( ... التوجيه الإعرابِيّ)):

التوجيه يُرَادُ به في النحو: «بيان أَنَّ رواية البيت أو القراءة القُرْآنِيَّة لها وجهٌ في العربِيَّة وموافقة لضوابط النحو؛ فيقولون مثلا: وتوجيه الرواية أو البيت أو القراءة كذا وكذا») (١).

والإعراب هو: «الإبانة عن المعاني باختلاف أواخر الكلم، لتعاقب العوامل في أولها») (٢)، ويتفق النُّحَاة على أَنَّ «الإعراب يُبِينُ عن المعاني ويكشف عنها، ولولاه لكان الكلام مبهما غير مفهوم ولا معلوم») (٣)، وأنَّ «القول بأن الإعراب إِنَّمَا هو للدلالة على المعاني المختلفة حقيقة لغوية ليس فيها شك») (٤).

وتلعب العلامة الإعرابية دورًا في تجلية المعنى وإظهار مراد المتكلم، مثال ذلك قول الأشموني: «النصب في في نحو: ((ذنوب ماءً)) و ((حُبّ عسلا)) أولى من الجر؛ لأنَّ النصب يدلُّ على أنَّ المتكلم أراد أنَّ عنده ما يملأ الوعاء المذكور من الجنس المذكور؛ وأما الجر فيحتمل أن يكون مراده ذلك وأن يكون مراده بيان أن عنده الوعاء الصالح لذلك») (٥).

ومصطلح الإعراب يراد به أمران في نصوص تراثنا النَّحْوِيّ: «أولهما: ما يرادف علم النحو Syntax، فهو إذا أعمُّ من العلامات الإعرابِيّة وحدها، وهو بهذا الفهم يصلح أَنْ يقال عنه إِنَّهُ يميز بين المعاني، مع مراعاة أَنَّ المقصود بالمعاني هنا المعاني الوظيفية في الجملة من فاعلية ومفعولية وغيرهما؛ لأَنَّ الإعراب إذا مجموعة القرائن التي تتضافر معا من أجل تماسك الجملة وأدائها لوظيفتها ... ثانيهما: العلامات الإعرابِيّة، وهو إذا يعد قرينة واحدة من مجموعة القرائن اللفظِيَّة في الجملة») (٦).

وعند إطلاق مصطلح التوجيه الإعرابِيّ في هذا البحث سيقصد به المعنى الأول الأعم الذي يميز بين المعاني الوظيفية في الجملة.


(١) د. محمد إبراهيم عبادة: معجم مصطلحات النحو والصرف والعروض، ص ٢٩٥
(٢) ابن يعيش: شرح المُفَصَّل، ١/ ١٩٦
(٣) د. فاضل السامرائي: الجملة العَرَبِيَّة والمعنى، ص ٣٠
(٤) السابق: ص ٤٠
(٥) شرح الأشموني على ألفية ابن مالك: ت: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الكتاب العربي، لبنان، ط ١) ١٩٥٥ م (، ١/ ٢٦٣
(٦) د. محمد حماسة عبد اللطيف: العلامة الإعرابِيّة في الجملة بين القديم والحديث، دار غريب، القاهرة، ط ١، ) ٢٠٠١ م (، ص ٢١٤ ــ ٢١٥

<<  <   >  >>