للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأعتقد أَنَّ مصطلح الأصل يساوي عند سيبويه ما يسميه «المطرد»، نستشف هذا من قوله:

«لا ينبغي لك أَنْ تكسر الباب وهو مطرد وأنت تجد له نظائر») (١).

- المصطلحات (( ... الغالب، الكثير، القليل، الضعيف، الشاذ، الردئ ... )):

هذه المصطلحات من المصطلحات التي تَتَرَدَّد عند سيبويه، وهي أيضا ستتردَّد في بحثنا تباعا؛ لذلك فهي تحتاج إلى فضل توضيح وبيان.

وهذه المصطلحات ابتداء تعبِّر عن تراكيب نحوِيَّة لها ــ بدرجة ما ــ نسبةُ تكرار أو تردُّد في النصوص اللُّغَوِيَّة. وإذا ضممنا إلى هذه المصطلحات مصطلح الأصل؛ فإِنَّنا يمكن أَنْ نرتب هذه المصطلحات ترتيبا من الأكثر إلى الأَقَلّ كما يلي:

«الأصل) المطَّرد (، الغالب، الكثير) الجَيِّد (، القليل، الضعيف، الشاذ، الردئ».

وفي كتاب «الاقتراح» للسيوطي نجد نصا مهما ينقله عن غيره من العلماء يذكر فيه عددا من المصطلحات التي تدل على الترتيب ونسبة التكرار للتراكيب النحوِيَّة، يقول فيه: «وقال الشيخ جمال الدين بن هشام: اعلم أنَّهم يستعملون غالبا وكثيرا ونادرا وقليلا ومطردا. فالمطرد لا يتخلَّف، والغالب أكثر الأشياء ولَكِنَّه يتخلف، والكثير دونه، والقليل دونه، والنادر أقل من القليل؛ فالعشرون بالنسبة بالنسبة إلى ثلاثة وعشرين غالب، والخمسة عشر بالنسبة إليها كثير لا غالب، والثلاثة قليل والواحد نادر فاعلم بهذا مراتب ما يقال فيه ذلك») (٢).

ويمكن أَنْ نجمع بين مصطلحات سيبويه ومصطلحات السيوطي في الجدول الآتي:

مصطلحات سيبويه - ملحوظات - مصطلحات السيوطي - ملحوظات

١ - الأصل

قد أثبتنا أَنَّ هذه المصطلح يساوي مصطلحا آخر هو ((المطرد))، وقد يصف سيبويه هذا الأصل أحيانا بـ «الوجه، الوجه الأكثر والأعرف، حد الكلام، المستقيم الحسن») (٣).

المطرد


(١) سيبويه: الكتاب، ٢/ ٣٧٦
(٢) السيوطي: الاقتراح، ت: محمود فجال، دار القلم، دمشق، ط ١، ) ١٩٨٩ م (، ص ٩٩
(٣) من ذلك مثلا قوله: ((فهذا ضعيفٌ، والوجهُ الأكثرُ الأعرفُ النصبُ))، ١/ ٨٦، ((واعلم أنه إذا وقع في هذا البابِ نكرةٌ ومعرفةٌ فالذي تَشْغَلُ به كان المعرفةُ، لأنه حد الكلام، لأَنَّهما شيء واحد))، ١/ ٤٧، ((مررت برجل حسنٌ ظريفٌ أبوه فالرفع فيه الوجه والحدُّ، والجرُّ فيه قبيح))، ٢/ ٢٩، ((هذا باب الاستقامة من الكلام والإحالة، فمنه مستقيم حسنٌ، ومحال، ومستقيم كذب، ومستقيم قبيح، وما هو محال كذب. فأما المستقيم الحسن فقولك: أتيتُك أمْسِ وسآتيك غدًا، وسآتيك أمس. وأمَّا المستقيم الكذب فقولك: حَمَلتُ الجبلَ، وشربت ماء البحر، ونحوه. وأما المستقيم القبيح فأنْ تضع اللفظ في غير موضعه، نحو قولك: قد زيدًارأيت، وكي زيدًا يأتيك، وأشباه هذا. وأما المحال الكذب فأن تقول: سوف أشرب ماء البحر أمسٍ)) ١/ ٢٥، والمقصود بالكلام المستقيم هنا ((الكلام المستقيم استقامة نحوية)) ينظر: د. حماسة عبد اللطيف: النحو والدِّلَالَة، ص ٦٦

<<  <   >  >>