للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الخاتمة]

بعد رحلتنا في بحثنا هذا وبعد معايشة الباحث له يمكن أَنْ نخرج بالنتائج التالية:

١ ــ لا كلام ولا نصّ بدون سياق.

٢ ــ يمكن تقسيم سياق الحال من حيث اللحظِيّة والديمومة إلى قسمين:

أسياق حال لحظِيّ وقتِيّ عابر.

ب سياق حال شبه ثابت، يتمثل مثلا في العرف الاجتماعِيّ والعادات والتقاليد والخلفيَّة العَقِيدِيّة.

٣ ــ يتحكم السِّياق في إرادة المُتَكَلِّم التي تختار الأسلوب أو الأداة المناسبتين لهذا السِّياق، والكلام باعتباره نشاطا أو استجابة يتَأَثَّر بهذا السِّياق. فالسِّياق يمثل الدافع Motive أو الحافر Incentive لاختيار هذا الأسلوب أو تلك الأداة.

٤ ــ يفضل عند دراسة اللُّغَة الأخذ بالمنهج الاجتماعِيّ السِّياقي؛ لأَنَّ ذلك يكفل لنا الوصول إلى نتائج صحيحة خالية من الاضطراب والخلط، كما أَنَّ الأخذ به يجعل المعنى سهل الانقياد للملاحظة والتحليل الموضوعي.

٥ ــ اعتبار السِّياق عند تحليل اللُّغَة ودراستها أمر من الأهمِيَّة بمكان، وإهماله يؤدي إلى:

أاضطراب القاعدة النحوِيَّة، مثل ما قيل عن جموع القِلَّة والكثرة، ونفي النفي.

ب عدم استيعاب التوجيه النَّحْوِيّ والبلاغي عقليا، وصيرورة اللُّغَة إلى فوضى، وقتل الحياة في اللُّغَة.

ت تفَكُّك أوصال النَّصّ.

ث الوقوع في مأزق عَقِيدِيّ، خاصة عند التعامل مع الآيات القُرْآنِيَّة والأحاديث النبَوِيَّة الصحيحة.

٦ ــ من القواعد العلميَّة المراعاة عند تقعيد القاعدة:

• ملاحظة مسرح الحدث اللغويّ والعنصر الاجتماعِيّ.

• الاعتماد على الأكثر.

• الاعتماد على الاستقراء والقياس.

٧ ــ فطن علماؤنا من قديم إلى أهمِيَّة السِّياق وعلى رأسهم الإمام ابن قيم الجوزية صاحب نظَرِيَّة السِّياق، فقال عنه: «السِّياق يرشد إلى تبيين المُجمل، وتعيين المحتمل، والقطع بعدم احتمال غير المراد ... وهذا من أعظم القرائن الدالة على مراد المُتَكَلِّم، فمن أهمله غلط في نظره، وغالط في مناظرته».

<<  <   >  >>