للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لِله يَبْقَى على الأيام ذو حيدٍ ... بمشمخرٍّ به الظَّيان والآسُ [بحر البسيط]») (١).

ويؤكد على أَنَّ التاء لا تحذف من لفظ الجلالة «الله» إذا أردنا معنى التعجب، و «لله» مثلها ومن العرب من يحذف التاء؛ فيقول: «الله لأفعلنَّ، وذلك أَنَّهُ أراد حرف الجر، وإياه نوى، فجاز حيث كثر في كلامهم، وحذفوه تخفيفا وهم ينوونه») (٢).

وسيبويه لن يقر ارتباط «تالله أو لله» بمعنى التعجب بدون تتَبُّع لهذا الأسلوب أو هذا التركيب اللغويّ في السِّياقات اللُّغَوِيَّة المختلفة، فهو لا يفتات على اللُّغَة ولا يتزيَّد عليها كما علمنا من منهجه.

ولا يُظَنُّ أَنَّ «تالله» بملازمتها لمعنى التعجب تتخلى عن معنى التوكيد. فهذا اللفظ المرتبط بالتاء يحمل المعنيين: التوكيد والتعجب. ومن مفسري القرآن من يربط المعنيين بالتاء نفسها التي قد توجد مع لفظ الجلالة، فيقول عند قوله تعالى {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ}:

«وتالله: وهو قسم والأصل في القسم الباء الموحدة والواو بدل منها والتاء بدل من الواو وفيها مع كونها بدلاً زيادة على التأكيد التعجب») (٣).

وقد تتدخل إرادة المُتَكَلِّم أو حالته النفسِيَّة من حيث الانتباه والتركيز في تكرار الاسم المُقسَم

به. يقول: «ولو قال: وحقِّك وحقِّ زيد على وجه النِّسيان والغلط جاز. ولو قال: وحقِّك وحقِّك، على التوكيد جاز، وكانت الواو واو الجر») (٤).

إن المحلل للنص اللغويّ يجب أَنْ يتنبَّه إلى أَنَّ تكرار القسم فقد يكون السبب فيه إرادةَ المُتَكَلِّم المرتبطة بالسِّياق، أو إنَّه جاء على سبيل الخطأ والنسيان.

***

[٨ ــ النصب على التعظيم أو الذم]

من المواضع التي ينصب فيها الاسم «النصب على التعظيم أو الشتم»، نصّ على ذلك سيبويه في بعض المواضع، منها الموضع التالي:


(١) سيبويه: الكتاب، ٣/ ٤٩٧
(٢) سيبويه: الكتاب، ٣/ ٤٩٨
(٣) شمس الدين الشربيني الشافعي: السرّاج المنير، مطبعة بولاق الأميرية، القاهرة، ) بدون تحديد لرقم الطبعة ١٢٨٥ هـ (، ٢/ ٥٠٩
(٤) سيبويه: الكتاب، ٣/ ٥٠٢

<<  <   >  >>