(٢) عباس حسن: النحو الوافي، ١/ ٥٤٨، وبالوقوف على هذه النتيجة يمكن أن نفسر بعض الآيات القُرْآنِيَّة مثل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: ١١] (٣) نشير هنا أنَّه قد يحذف التنوين من اسم الفاعل العامل وهو يدل على الحال والاستقبال طلبا للخفة والاستخفاف ودفعا للاستثقال، كما أشار إلى هذا صاحب الكتاب ١/ ١٦٦، وينظر تفسير الطبري ١/ ٦٢٦ عند تفسير قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران: ١٨٥] (٤) ومن المناظرات العلمِيَّة المتعلِّقة بما نقوله هنا تلك المناظرة التي نقلها ياقوت في معجم الأدباء) ٤/ ١٧٤١ (بين الكسائي وأبي يوسف الفقيه، وفيها: ((سمع الكسائي يقول: اجتمعت أنا وأبو يوسف القاضي عند هارون الرشيد فجعل أبو يوسف يذمُّ النحو ويقول: وما النحو؟ فقلت: ــ وأردت أن أعلمه فضل النحو ــ ما تقول في رجل قال لرجل أنا قاتلٌ غلامَك، وقال له آخر: أنا قاتلُ غلامِك، أيُّهما كنت تأخذ به؟ قال: آخذهما جميعا؛ فقال له هارون: أخطأت، وكان له علم بالعَرَبِيَّة؛ فاستحيا، وقال: كيف ذلك؟ قال: الذي يؤخذ بقتل الغلام هو الذي قال: أنا قاتلُ غلامِك بالإضافة؛ لأنه فعل ماض، وأما الذي قال أنا قاتلٌ غلامَك بالنصب فلا يؤخذ لأنَّه مستقبل لم يكن بعد)).