للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقبل ذكر ما يخص السِّياق بهذه المسألة نتساءل: هل زيادة «ان» قبل ياء النسب أمر قياسي أم سماعي؟ إِنَّ الإجابة عن هذا السؤال مُهِمَّة لإبراز دور سياق الحال هنا، فإذا كانت سماعية فلا مجال للاسترسال في الكلام، وإذا كانت قياسية فسيكون لسياق الحال دور فيها.

الذي عليه العلماء المحققون أَنَّ الزيادة هنا «قياسية»، وقد ناقش أستاذنا الدكتور أحمد مختار عمر هذه المسألة في كتابه «أخطاء اللُّغَة العربِيَّة المعاصرة عند الكتاب والإذاعيين»، فقال: «يتردد كثيرا في لغة المعاصرين كلمات منسوبة بزيادة الألف والنون، مثل ((طبيب نفساني)) و ((اتجاه علماني)) و ((تفكير عقلاني)). كما يتردد في لغة النقد الأدبي كلمات مثل ((الشكلانية)((الفردانية)) وممن خطَّأَ مثل هذه النسبة محمد العدناني في ((معجم الأغلاط اللُّغَوِيَّة المعاصرة)) بحجة أَنَّ الوارد في اللُّغَة النسبة إلى مثل هذه الكلمات بدون الألف والنون. ولكن بالرجوع إلى المراجع القديمة نجد عشرات الألفاظ التي نسب إليها بزيادة الألف والنون، ومنها: ديراني ... رباني ... وبهذا يتبين أَنَّه لا حرج إذا أريد المبالغة في الصفة أَنْ يزاد قبل النسب ألف ونون؛ ولا يصح اعتبار هذا من شواذ النسب أو من أخطاء المحدثين») (١).

بهذه النتيجة التي قدَّمها لنا د. عمر وغيره يمكن أَنْ نقول إِنَّ الزيادة ((ان)) قبل ((ياء النسب)) تخضع لإرادة المُتَكَلِّم الذي يمكنه ــ إذا أراد المبالغة كما يقول د. عمر ــ أَنْ يُزيدَ ((ان)) قبل ((ياء النسب))، ولا شك أَنَّ ذلك يرتبط في نهاية المطاف بالسِّياق.

تلك كانت أهم الأدوات النحوِيَّة التي لاحظنا وجود علاقة بينها وبين سياق الحال من خلال نصوص سيبويه في الكتاب.

***


(١) أخطاء اللُّغَة العَرَبِيَّة المعاصرة عند الكتاب والإذاعيين: عالم الكتب، القاهرة، ط ٢، ) ١٩٩٣ م (، ص ٧٣ ــ ٧٤

<<  <   >  >>