للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في البحث: «السِّياق»، و «التَّقْعِيد النَّحْوِيّ»، و «التوجيه النَّحْوِيّ»، و «الأصل»، و «الغالب، الكثير القليل، الضعيف، الشاذ، الردئ». كما تناول بالمعالجة والبيان أهمِيَّة اعتبار السِّياق عند التَّقْعِيد لِلُّغَة وأهميته كذلك للتوجيه الإعرابِيّ، والنصوص المعتمد عليها في التَّقْعِيد عند سيبويه، والقواعد العلميَّة التي يجب مراعاتها عند القيام بالتَّقْعِيد عامة.

وكان من اللازم ابتداء عند إبراز دور السِّياق في التَّقْعِيد النَّحْوِيّ والتوجيه الإعرابِيّ عند سيبويه أَنْ نجيب أولا عن السؤال التالي: «هل كان سيبويه يقوم بتقعيده النَّحْوِيّ وتوجيهه الإعرابِيّ من خلال نصوص مكتوبة أم مسموعة؟ هل كان يقوم بهاتين العمليتين من خلال المطالعة لدواوين الشعراء وقراءة المصحف مثلا؟ أم كان يقوم بهاتين العمليتن من خلال السماع ومعايشة الحدث الكلامي نطقا وإنشادا؟ »، بعبارة أخرى: «ما الظروف والملابسات التي أحاطت بسيبويه عند تقعيده

وتوجيهه؟ ».

وإذا كان هذا التَّقْعِيد يتمُّ من خلال اللُّغَة الحَيَّة المنطوقة، فهل كان سيبويه يعتبر السِّياق الذي نُطقت فيه هذه النصوص أم لا؟ هل كان يعتمد على نظَرِيَّة العامل بشكل أساسي في كل قواعده؟ أم كانت هناك فسحةٌ لتدخُّل السِّياق في هذا التَّقْعِيد؟ وإذا كان هناك تدخلٌ للسياق في تقعيد سيبويه للقاعدة، فما الإجراءات التي كان يتبعها عند هذا التَّقْعِيد المرتبط بالسِّياق؟ وبعبارة أُخرى: ما المنهج الذي اتَّبَعه سيبويه عند تقعيده وتوجيهه؟

من خلال هذه الأسئلة وهذا التصور جاء عنوان الفصل الأول من موضوع البحث: «السياق والمنهج عند سيبويه»، المبحث الأول فيه بعنوان «سيبويه والسِّياق»، والمبحث الثاني «خطوات إجرائِيَّة ومنهجِيَّة قبل التَّقْعِيد النَّحْوِيّ والتوجيه الإعرابِيّ عند سيبويه».

وبإثبات أَنَّ سيبويه تَأَثَّرَ بالسِّياق عند تقعيده وتوجيهه؛ كان لا بد من تقديم أدلة علمِيَّة من كتاب سيبويه تثبت هذا التأثُّر على مستوى التوجيه وعلى مستوى التَّقْعِيد، فجاءت الفصول «الثاني والثالث والرابع» لتقديم هذه الإثباتات. فكان الفصل الثاني بعنوان «دور السِّياق في التوجيه الإعرابِيّ» وجاء الفصل الثالث بعنوان: «دور السِّياق في التَّقْعِيد النَّحْوِيّ عند سيبويه»، وتجمعت بين يدي الباحث مادة معقولة توضح تأثيرًا للسياق على الجانب الصَّرْفِيّ؛ فظهر الفصل الرابع من هذا البحث

بعنوان: «السِّياق والقواعد الصَّرْفِيَّة».

ومن أهم الفوائد العَمَلِيَّة التي يمكن أَنْ نخرج بها من إبراز علاقة سيبويه بالسِّياق تقعيدا وتوجيها، وذكر العديد من الأمثلة والنماذج من الكتاب التي تثبت هذه العلاقة ــ أهمِيَّةُ الدعوة إلى إعادة النظر في نظرية العامل وتضافر جهود العلماء لوضع نظَرِيَّة نحوِيَّة للعربية يكون لُحمتُها وسُدَاها السِّياق؛ لذلك أتى الفصل الخامس متضمنا هذه الدعوة، وكان عنوانه «السِّياق وسيبويه والنظَرِيَّة النحوِيَّة».

<<  <   >  >>