جزم الجميع بأن خير الأرض ما ... قد حاط ذات المصطفى وحواها
ونعم لقد صدقوا بساكنها علت .... كالنفس حين زكت زكى مأواها
ويدل لفضل مكة حديث عبد الله بن عدي بن الحمراء الزهري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف على راحلته بالحزورة في سوق مكة يقول:(والله إنك لخير الأرض، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك .. ما خرجت) رواه الدارقطني [العلل٩/ ٢٥٤] والنسائي [سك٤٢٣٨] والترمذي [٣٩٢٥] وقال: حسن صحيح ..
قال البكري: وهو على شرط الشيخين ..
و (الحزورة): موضع بمكة عند باب الحناطين على وزن قسورة.
قال الشافعي والدارقطني::
المحدثون يشددون الحزورة والحديبية وهما مخففان ..
وأما ما روي من قوله:(اللهم؛ إنك تعلم أنهم أخرجوني من أحب البلاد إلي، فأسكني أحب البلاد إليك) .. فقال ابن عبد البر: لا يختلف أهل العلم في نكارته ووضعه، وينسبون وضعه إلى محمد بن الحسن بن زبالة المدني، وتركوه لأجله.
وقال ابن دحية في (تنويره): إنه حديث باطل بإجماع أهل العلم.
قال ابن مهدي: سألت عنه مالكًا فقال: أيحل لك أن تنسب الباطل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد بين علته البزار في كتاب (العلل)، والحافظ رشيد الدين وغيرهما.
أما السكنى بالمدينة .. فأفضل؛ لأنه ثبت من حديث ابن عمر رضي الله عنهما::