للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب أسباب الحدث]

هِيَ أَرْبَعَةٌ:

ــ

قال: (باب) أي: هذا باب أفصل به الكلام عما قبله.

و (الباب): ما يتوصل منه إلى الشيء، وجمعه: أبواب.

قال الزمخشري: وإنما بوب المصنفون في كل فن من كتبهم أبواباً موشحة الصدور بالتراجم؛ لأن القارئ إذا ختم باباً من الكتاب ثم أخذ في آخر .. كان أنشط له، وأهز لعطفه، وأبعث على الدرس والتحصيل، بخلاف ما لو استمر على الكتاب بطوله، ومثله المسافر إذا علم أنه قطع ميلاً، أو طوى فرسخاً، أو انتهى إلى رأس بريد .. نفس ذلك عنه ونشط للمسير.

ومن ثم كان القرآن سوراً، وجزأه القراء أسباعاً وعشوراً وأخماساً وأحزاناً.

قال: (أسباب الحدث هي أربعة).

(الأسباب): جمع سبب، وهو: كل شيء يتوصل به إلى غيره.

و (الحدث) تقدم بيانه.

وهذه العبارة أحسن من التعبير بنواقص الوضوء؛ لأن الأصح: أنها غايات له، فيقال: انتهى الوضوء كانتهاء الصوم بالغروب.

لكن سيأتي إن شاء الله تعالى التعبير بالنقض في قوله: (فخرج المعتاد نقض).

وقدمه على الوضوء كما قدم هو وغيره موجب الغسل على الغسل، وهو ترتيب طبيعي؛ فإن رفع الحدث إنما يكون بعد وجوده، وعكس في (الروضة) تبعاً للرافعي وجماعة.

وكونها أربعة تبع فيه الجمهور، فلا يرد ما زاده المحاملي من:

انقطاع الحدث الدائم؛ لأنه لم يرفع الحدث.

ونزع الخف؛ لأنه يكفي فيه غسل الرجل على الأصح، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>