و (العلم): معرفة المعلوم على ما هو عليه، فإذا قلت: عرفت زيداً .. فالمراد شخصه، وإذا قلت: علمت زيداً .. أردت العلم بأحواله من فضل ونقص.
وفضل العلم لا تخفى أدلته، قال الله تعالى:{هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}، وقال:{وقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}، وقال:{إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ}.
وفي (الصحيحين)[خ ٣٧٠١ - م ٣٤٠٦]: عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم).
وقال الشافعي: طلب العلم أفضل من صلاة النافلة. وقال: ليس بعد الفريضة أفضل من طلب العلم. وقال: من طلب الدنيا فعليه بالعلم، ومن طلب الآخرة فعله بالعلم.
وفي (صحيح مسلم)[١٦٣١]: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
وفي (مسند أبي يعلى الموصلي)[٣٢٠]: عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (طلب العلم فريضة على كل مسلم).
وفي ذلك تأويلان:
أحدهما: علم ما لا يسع جهله من العبادات.
والثاني: جملة العلم إذا لم يقم بطلبه من فيه كفاية.
وأما ما اشتهر من قوله صلى الله عليه وسلم:(علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) فلم يعرف له مخرج، ولم يوجد في كتاب معتبر.
وفي (الترمذي)[٢٦٨٥]: عن أبي أمامة الباهلي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم)، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:(وإن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في الماء ليصلون على معلم الناس الخير).
وفيه [٢٦٤٧]: عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من خرج في طلب