قال:(وان تكون بليغة) أي: فصيحة جزلة؛ لتقع موقعا من القلب.
وتكره الألفاظ المشتركة والبعيدة عن الأفهام، وما تنكره عقول الحاضرين.
وقال الشافعي: يكون كلامه مسترسلا مبينا معربا، من غير تغن ولا تمطيط.
قال:(مفهومة)؛ لقول علي رضي الله عنه:(حدثوا الناس بما يعرفون؛ أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟!) رواه البخاري آخر (كتاب العلم)] ١٢٧ [.
ورواه في (البحر) عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومعناه: لا تقولوا ما تقصر عنه الأفهام؛ فيكذبوا الله ورسوله لذلك.
قال:(قصيرة)؛ لأن خطب النبي صلى الله عليه وسلم كانت قصدا، رواه مسلم] ٨٦٦ [.
و (كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم).
وقال عمار بن ياسر:(أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقصار الخطب)، وقال صلى الله عليه وسلم:(قصر الخطبة وطول الصلاة مئنة من فقه الرجل) رواه مسلم] ٨٦٩ [.
و (المئنة): العلامة.
هذا في خطبة الجمعة، أما في غيرها ... فلا؛ ففي (صحيح مسلم)] ٢٨٩٢ [عن أبي زيد عمرو بن أخطب قال: (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر، وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل وصلى، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس، فاخبرنا بما كان وبما هو كائن، فأعلمنا أحفظنا).
وفي استحباب التقصير مع قولهم: يقرأ في الأولى (ق) إشكال ظاهر.