للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحدهما- قوله: «يسعك طوافك لحجِّك وعُمرتك».

الثاني- قوله: «كوني في عُمرتك» وهذا أولَى من حملة على رفضها لسلامته من التناقض (١).

وأما قوله: «وامتشطي» فإنه دليلٌ على أنه يجوز للمحرم أن يُمشِّط رأسه، ولا دليل من كتاب أو سُنة أو إجماع على منعه من ذلك ولا تحريمه.

وهذا قول ابن حزم وغيره (٢).

أو أنَّ المراد به تسريح شعرها برفق حتى لا يسقط منه شيء، ثم تُضفِّره كما كان (٣).

الوجه الثالث من الاستدلال بالحديث:

أنه قال للعُمرة التي أتت بها من التنعيم: «هذه مكان عُمرتك»، ولو كانت عمرتها الأولى باقية لم تكن هذه مكانها، بل كانت عُمرةً مستقلَّة؛ إذ لا تكون الثانية مكان الأولى إلاَّ والأولى مفقودة (٤).

ونوقش: بأنَّ عائشة أحبَّت أن تأتي بعمرة مُفرَدَة، فأخبرها النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّ طوافها وقع عن حجِّها وعُمرتها، وأنَّ عُمرتها قد دخلت في حجِّها فصارت قارنة، فأبت إلاَّ عمرةً مُفرَدَة كما قصدت أولاً، فلما حصل لها ذلك، قال: «هذه مكان عمرتك» (٥).

وقد روى الأثرم في سننه عن الأسود، قلت لعائشة: اعتمرت بعد الحج؟

قالت: والله ما كانت عمرة، ما كانت إلا زيارة زُرت البيت (٦).


(١) المغني (٥/ ٣٧٠) زاد المعاد (٢/ ١٦٩) وانظر: فتح الباري (٣/ ٤٢٤).
(٢) زاد المعاد (٢/ ١٦٩) المحلى (٧/ ٢٥٣).
(٣) فتح الباري (٣/ ٤١٦).
(٤) الحجة على أهل المدينة (٢/ ١٤٩).
(٥) المغني (٥/ ٣٧٠).
(٦) ذكر الأثر ابن قدامة في المغني (٥/ ٣٧٠) وابن القيم في زاد المعاد (٢/ ١٧٠) ولم أجده.

<<  <   >  >>