للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما نصه: شيخنا الشيخ شهاب الدين أحمد الوفائي الحنبلي المفلحي، سكن الصالحية أولًا ثم مدينة دمشق، أجمع الناس على جلالته ودينه بل وعلى ولايته، توفي سنة خمس وثلاثين وألف ودفن في تربة الحنابلة من مرج الدحداح خارج باب الفراديس وأخبرني من أثق به يوم مات أنه عمر مائة سنة إلّا سنة، أدرك الشيخ موسى صاحب (الإقناع) وقرأ عليه، وكان ملازمًا على التدريس في جامع بني أمية في كل العلوم الشرعية وآلاتها، أعرفَ الناس في الفرائض والعربية، وكان زاهدًا متقللًا في الدنيا لا يعرف تصنعًا لا في لبسه ولا في عمته ولا في شيء من حركاته وسكناته، وكان لا يستطيع أحد إذا صافحه بيده أن يرفعها ليقبلها لقوة أعضائه ولامتناعه من ذلك، مرجع أهل الشام ومعتقدهم انتهى بحروفه. وترجمه عصريه البدر حسن البوريني في تاريخه فقال: هو الشيخ الفاضل، والعالم الكامل، بركة الأنام، ومعتقد أهل الشام، له السكون والحلم، والعبادة والعلم، وله الآثار الحسان، وتلاوة القرآن، اشتغل على عدة مشايخ بدمشق، منهم شيخنا شيخ الإسلام أبو الفداء الشيخ إسمعيل النابلسي، وبرع في أنواع العلوم، وأحاط بفنون المنطوق والمفهوم، مع السيرة التي تذكر الإنسان الحسن البصري وأمثاله، وتحسّن من كل موفق أحواله، متقلل من اللباس، متجنب غالب الناس، لم يمل إلا إلى العبادة، ولا تراه إلا في محراب أو على سجادة، وهو من بيت مفلح البيت المشهور بالعلم [٥٠ - أ] الكثير، المعروف بالتصنيف والتآليف بين الكبير والصغير، من أجداده شيخ الإسلام البرهان بن مفلح، صاحب الفروع وغيره من بني مفلح المفلحين، والعلماء العاملين، والقضاة العادلين (٢٣)، لم تعرف له صبوة، ولا نقلت عنه كبوة، ملازم على تعليم العلوم بأنواعها، وتفهيم الفنون


(٢٣) في الأصل: القضاة العالمين، وما أثبتناه فمن تراجم الأعيان.

<<  <   >  >>