للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مكارم دارّة، وكان في كل ليلة جمعة يجعل ضيافة ويدعو جماعته من المقادسة، وإذا مرض منهم أحدٌ عاده، وأخذه إلى بيته ومرّضه إلى أن يشفيه الله. وكانت الناس تأتيه بالصدقات فيفرقها على طلبته بالمجلس ولا يأخذ منها شيئًا. وكانت وفاته ضحى يوم الجمعة عاشر شهر ربيع الثاني سنة إحدى وخمسين وألف بمصر القاهرة، ودفن بتربة المجاورين، انتهى ما في المحبي. وترجمه شيخنا الشمس محمد السفاريني فقال: هو أحد أعلام المذهب المتأخرين، كان كثير العبادة غزير الإفادة والاستفادة، رحل إليه الحنابلة من الديار الشامية والنواحي النجدية والأراضي المقدسية والضواحي البعلية وتمثلوا بين يديه وضربت الإبل آباطها إليه، وعقدت عليه الخناصر وقال من حظي بنظره: هل من مفاخر؟ فأخذ عنه الجمال يوسف البهوتي وأبو المواهب (٥) ابن عبد الباقي الدمشقي والشيخ محمد الخلوتي والشيخ محمد المرداوي والشيخ ياسين اللبدي والشيخ عبد الحق ابن عمه والشيخ يوسف الكرمي والشيخ محمد ابن أبي السرور في آخرين، شرح (الإقناع) وشرح (المنتهى) وشرح (المفردات) و (زاد الستقنع) وهو أحسن شروحه وله أيضًا (حاشية على الإقناع) و (حاشية على المنتهى) وكتاب لطيف مختصر وسمه بـ (عمدة الطالب) وكان سخيا جوادا، له مكارم دارّة وبشاشة سارة، وكان في كل ليلة جمعة يضع ضيافة ويجمع جماعة المقادسة في داره، ومن مرض منهم عاده وأخذه إلى داره، ومرّضه أحسن تمريض إلى أن يشفى، وكان الناس يأتونه بالصدقات فيفرّقها على طلبته بالمجلس، ولا يأخذ منها شيئًا. وكانت وفاته ضحى يوم الجمعة عاشر ربيع الثاني سنة إحدى وخمسين وألف بمصر ودفن بتربة


(٥) جاء في الهامش بخط مغاير: (في رواية أبي المواهب عن الشيخ منصور نظر وإنما الذي روى عنه والده الشيخ المحدث عبد الباقي فتأمل لمحرره عبد السلام [الشطي] عفي عنه).

<<  <   >  >>