للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دمشق، ويمموا شطر بعلبك يفتحونها بعلمهم وأخلاقهم حتى عرف مسجدها بمسجد الحنابلة (٧).

وكما تتلألأ النجوم تسطع الأقمار تنير سماء الليل الداجي انتشر المذهب في البلاد النجدية منذ أكثر من مائة وخسين عاما ونما على يد الشيخ المجدد محمد ابن عبد الوهاب وذريته من آل الشيخ وتلامذته، واتخذ المذهب في نجد طابع الجهاد والثورة على الخرافات والجهل والضلالات حتى أزعجوا استانبول فاستنفرت عليهم محمد علي باشا وكانت وقائع حفظها االتاريخ بين الطرفين سنأتي على ذكرها في ملحق هذا الكتاب، ولا ينكر ما لهذه الحركة النجدية من أثر عظيم على العالم الإسلامي فعدّها بعضهم من عوامل النهضة الحديثة ودواعي اليقظة والتحرر والدعوة إلى الدين بلا مواربة ولا مداراة إحقاقا للحق وإبطالا للباطل.

* * *

ذكرنا أن علماء فطاحل اشتهروا بين الحنابلة في الحديث والرواية، ويؤكد هذا انتشار مدارس للحديث خاصة في دمشق والصالحية، وأدخلوا على هذا العلم اتجاهات جديدة كان لها أثر كبير في تنسيق علوم الحديث وتصنيف أبحاثه المتعددة ومن مشاهيرهم الحافظ ضياء الدين المقدسي الذي أنشأ دارًا للحديث في الصالحية وجعل لها مكتبة من أعظم مكتبات عصره، ومن مؤلفاته (المختارة) التي فضلها العلماء على مستدرك الحاكم (٨)، رووا الحديث علماء وعالمات فأتقنوا وضبطوا وكان لهم قدرهم ومكانتهم وإخلاصهم.

* * *


(٧) القلائد الجوهرية.
(٨) القلائد الجوهرية الطبعة الأولى المقدمة ص- ٥.

<<  <   >  >>