للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

(والأرحامِ) (١) أقبح رد (٢).

وقوله (٣): (أن ذكرا من فعل المذكور) يؤدي إلى أن يكون (اِفعل) للمفعول، وهو شاذ كما صرح به في المفصل (٤)، (٥) لا يخرج عليه: سمع منه " أشغل من ذات النحيين (٦) " (٧).


(١) قرأ جمهور السبعة ماعدا حمزة وأبا جعفر ويعقوب {وَالْأَرْحَامَ} بنصب الميم، وهو معطوف على اسم الله تعالى، والتقدير: اتقوا الله واتقوا الأرحام أن تقطعوها.
وقرأ حمزة وإبراهيم النخعي وقتادة والمطوعي ومجاهد والحسن البصري وابن عباس والأعمش وابن مسعود والأصفهاني والحلبي عن عبد الوارث وأبان بن تغلب، وأبو إياس هارون بن علي بن حمزة الكوفي (والأرحامِ) بالخفض على أنه معطوف على الهاء في {بِهِي} - ولا يجوز عند الجمهور العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار، خلافا للكوفيين فهو جائز عندهم -، أو على أنه مجرور بباء مقدرة، أو بالقسم.
وزعم البصريون جميعا أنه لحن، وأول من شنع على حمزة هذه القراءة المبرد قال: " لا تحل القراءة بها."، وتبعه على ذلك جماعة منهم ابن عطية.
قال ابن خالويه: " وليس عندنا لحنا؛ لأن ابن مجاهد حدثنا بإسناد يعزيه إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قرأ (والأرحامِ)، ومع ذلك فإن حمزة لا يقرأ حرفا إلا بأثر."
ينظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج (٢/ ٦)، السبعة في القراءات (١/ ٢٢٦)، الحجة في القراءات السبع (١/ ١١٨) [للحسين بن أحمد بن خالويه، ت: ٣٧٠ هـ، تحقيق: د. عبد العال سالم مكرم، دار الشروق - بيروت، ط: الرابعة، ١٤٠١ هـ]، تفسير الكشاف (١/ ٤٦٢)، تفسير ابن عطية (٢/ ٤)، البحر المحيط (٣/ ٤٩٧)، الدر المصون (٣/ ٥٥٤)، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (٣/ ٢٣٩).
(٢) ينظر: تفسير الكشاف (١/ ٤٦٢).
(٣) أي: الزمخشري.
(٤) المفصل: اسم كتاب وضعه الزمخشري في علم النحو، وشرحه ابن الحاجب في كتابه (الإيضاح).
(٥) ينظر: المفصل في صنعة الإعراب، للزمخشري (١/ ٢٩٧).
(٦) في حاشية السيوطي بلفظ (التحسين)، لكن الأصح (النِحْيَين).
(٧) " أشغل من ذات النحيين " هو مثل عربي: والنِحْيَين: تثنية نِحْي، بكسر النون وسكون الحاء المهملة: زق السمن، وذات النحيين: امرأة من بني تميم، كانت تبيع السمن في الجاهلية، فأتى خوات بن جبير الأنصاري قبل إسلامه فساومها، فحلت نحيا منهما مملوءًا، فقال لها: أمسكيه حتى أنظر إلى غيره، ثم حل الآخر وقال: أمسكيه، فلما شغل يديها حاورها حتى قضى منها ما أراد وهرب، ثم أسلم خوات فشهد بدرًا.
ينظر: جمهرة الأمثال (١/ ٥٦٤) [لأبي هلال العسكري، ت: ٣٩٥ هـ، دار الفكر - بيروت]، مجمع الأمثال (١/ ٣٧٦) [لأبي الفضل الميداني النيسابوري ت: ٥١٨ هـ، تحقيق: محمد محيى الدين عبد الحميد، دار المعرفة - بيروت، لبنان]، زهر الأكم في الأمثال والحكم (٣/ ٢٣٢) [لنور الدين اليوسي ت: ١١٠٢ هـ، تحقيق: د محمد حجي، دار الثقافة، المغرب، ط: الأولى، ١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م].
الشاهد فيه: لفظ (أشغل)، جاء بأفعل التفضيل منه وهو للمفعول، والقياس أن يفضل على الفاعل دون المفعول، فالمْرَأَة فِي هَذَا الْمثل مفعولة؛ لِأَنَّهَا شغلت. ينظر: المفصل في صنعة الإعراب (١/ ٢٩٧)، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك (٣/ ٢٥٦)، شرح التصريح على التوضيح (٢/ ٩٤).

<<  <   >  >>