حيث قال في كتابه " الانتصاف فيما تضمنه الكشاف " (١/ ٢٥٤): " وردت إضافة التزيين إلى اللَّه تعالى، وإضافته إلى غيره في مواضع من الكتاب العزيز، وهذه الآية تحتمل الوجهين، لكن الاضافة إلى قدرة اللَّه تعالى حقيقة، والإضافة إلى غيره مجاز. على قواعد السنة. والزمخشري يعمل على عكس هذا، فان أضاف للَّه فعلا من أفعاله إلى قدرته جعله مجازا، وإن أضافه إلى بعض مخلوقاته جعله حقيقة. وسبب هذا: هو التعكيس باتباع الهوى في القواعد الفاسدة." وقد وافق رأي الإمام أبي حيان في " البحر المحيط " (٢/ ٣٥٣) رأي صاحب الانتصاف، حيث ذكر قول الإمام الزمخشري ثم قال: " وَهُوَ جَارٍ عَلَى مَذْهَبِ الْمُعْتَزِلَةِ: بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَخْلُقُ الشَّرَّ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ مِنْ خَلْقِ الْعَبْدِ، فَلِذَلِكَ تَأَوَّلَ [أي: الإمام الزمخشري] التَّزْيِينَ عَلَى الْخِذْلَانِ، أَوْ عَلَى الْإِمْهَالِ." (٢) العضد: هو عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار، أبو الفضل، عَضُد الدين الإيجي، المتوفي: ٧٥٦ هـ، كان عالما بالأصول والمعاني والعربية. من أهل إيج (بفارس)، أخذ عن مشايخ عصره ولازم الشيخ زين الدين تلميذ البيضاوي، وولي قضاء المماليك، ومن تلامذته: الشيخ شمس الدين الكرماني، وسيف الدين الأبهري، والتفتازاني، من تصانيفه: (المواقف - ط) في علم الكلام، و (العقائد العضدية - ط)، و (جواهر الكلام - خ) مختصر المواقف، و (شرح مختصر ابن الحاجب - ط) في أصول الفقه، و (الفوائد الغياثية - خ) في المعاني والبيان، (المدخل في علم المعاني والبيان والبديع - خ). ينظر: طبقات الشافعية الكبرى، للسبكي (١٠/ ٤٦)، الدرر الكامنة (٣/ ١١٠)، أبجد العلوم (١/ ٥٩٨) [لمحمد صديق خان القِنَّوجي ت: ١٣٠٧ هـ، دار ابن حزم، ط: الأولى ١٤٢٣ هـ- ٢٠٠٢ م]. (٣) الأبهري: هو سيف الدين أحمد الأبهري، المتوفى نحو: ٨٠٠ هـ، من تلامذة الإمام عضد الدين الإيجي، وله: (حاشية على شرح الإيجي على مختصر ابن الحاجب الأصولي - خ) في أصول الفقه، و (شرح المواقف للإيجي - خ) لم أقف على مكانها. ينظر: كشف الظنون (٢/ ١٨٩٣)، أبجد العلوم (١/ ٥٩٨)، خزانة التراث (٧١/ ١٧٧).