الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: إثباتُ اسمَين من أسماءِ اللهِ، وهما: الرَّحمنُ الرَّحيمُ.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: إثباتُ ما دلَّ عليه هذانِ الاسْمان مِن صِفة الرَّحمةِ، وقد ذَكرْنا في التَّفْسير: أنَّ أهلَ التَّعطيلِ نفَوْا أن يَكونَ للهِ رَحمةٌ، وقُلنا: إنَّهم يُفسّرون الرَّحمةَ إمَّا بالإحْسانِ والثَّوابِ، وهو مُنفصِل، وإمَّا بإرادَة الإحْسانِ والثَّوابِ؛ لأنَّهم كانوا يُقرُّون بالإرادَة، وبيَّنَّا بُطلان هذا القَول، وأنَّ الصَّواب أنَّها -الرَّحمةُ- من صِفاتِ اللهِ عَزَّ وجلَّ ولكنَّها ليْست كرَحمةِ المَخلوقِ.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أنَّ القُرآنَ فُصِّلتْ آياتُه، والتَّفصيلُ: تَفصيلٌ لفظيّ ومَعنويّ؛ فالتَّفصيلُ اللَّفظيُّ بالفَواصِل بينَ الآياتِ، والمَعنويُّ بالتَّفصيل في المَعنى، فإذا ذَكَرَ الله تَعالى أمْرًا ذَكَر نهْيًا، وإذا ذَكَرَ ثَوابًا ذكرَ عِقابًا، وإذا ذَكَرَ أهلَ الخير ذَكَرَ أهلَ الشَّرِّ، وهكذا "مَثانى".
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أنَّ القرآنَ كلُّ آيةٍ منه تُعتَبر آية على صِدق الرَّسول عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِقولِه تَعالى: {فُصِّلَتْ آيَاتُهُ}، وآياته جَمعٌ يعُمُّ كلَّ فردٍ على حِدتِه وَيعمُّ المَجموعَ.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: أنَّ القُرآنَ نَزلَ باللُّغةِ العرَبيَّةِ، ففيه مَنقَبةٌ للعرَبِ؛ لأنَّ هذا القُرآنَ نَزلَ بلغَتِهم، وفيهِ إحياءٌ للُّغةِ العرَبيَّةِ؛ لأنَّ هذا القُرآنَ سيبقى إلى أنْ يأذَنَ الله بخَرابِ العالَمِ. ومنَ المَعلومِ أنه إذا بقِي باللِّسانِ العَربيِّ فسوف تَحيَا اللُّغةُ العَربيَّة وتَبقى، وهذا من آثارِ القُرآنِ.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنةُ: أنه لا يَفقَه هذا القُرآنَ -ولَو كان باللُّغةِ العرَبيَّةِ- إلَّا ذَوُو العِلمِ؛ لِقولِه: {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}، أمَّا مَن ليْسَ مِن أهلِ العِلمِ فإنَّه لا يَستَفيدُ مِن هذا الكِتابِ شيئًا؛ لأنَّه أمِّىٌّ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute