للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الآية (١٠)]

* * *

* قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (١٠)} [فصلت: ١٠].

* * *

قولُه رَحِمَهُ اللَّهُ: [{وَجَعَلَ} مُستَأنفٌ] يعنِي: وليْس معطُوفًا على خَلَقَ، والعَجَبُ أنَّه يقُولُ: [ولا يجُوزُ عطْفُه على صِلَةِ "الَّذي" لِلفاصلِ الأجنَبِيِّ]، هَذا ما ذهَب إلَيْه المُفسِّرُ: أنَّ قوْلَه: {وَجَعَلَ} مُستأَنَفٌ، ولا شكَّ أَنَّنا إذا جعَلْناه مُستَأنفًا لَم يَكُن الكَلامُ مُنتَظِمًا.

والصَّوابُ: أَنَّه على خِلافِ ما قال المُفسِّرُ: أنَّ "جَعَل" مَعطُوفةٌ على {خَلَقَ}، يعنِي: بالَّذي خلَق الأرْضَ في يومَيْن وجعَل فِيها رواسيَ. والفاصِلُ الأجنَبيُّ هُنا لا يضُرُّ، إمَّا أَنَّه لا يضُرُّ مُطلَقًا، كما قِيل به، وإِمَّا أَنَّه لا يضُرُّ، لأَنَّه في مَضمُونِ الكَلامِ والكَلامُ واحِدٌ.

فالصَّوابُ: أنَّ قولَه: {وَجَعَلَ} مَعطُوف على {خَلَقَ}، أي: بالَّذي خلَق الأرْضَ في يومَيْن، وجعَلَ فيها رواسِي.

وقولُه: {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ} قال المُفسِّرُ رَحِمَهُ اللَّهُ: [جِبالًا ثوابِت] أوَّلًا: "جعَل" هُنا هلْ هِي مِن أفعالِ التَّصييرِ، أو مِن أفعالِ الإيْجادِ؟

يَحتَملُ المعنَى: وأوجَد فِيها رواسيَ، ويَحتَملُ أنْ تكُونَ مِن أفعالِ التَّصيِيرِ، أي:

<<  <   >  >>